هل يمكن أن نعتبر ان اعلان التماهي بين النداء والوطني الحر أمرا مفاجئا ؟ بالمنطق السياسي هو كذلك لكن بمنطق أو بالأصح لا منطق المشهد السياسي في تونس فالأمر ليس مفاجئا بل هو عادي لأن كل شيء صار عاديا وممكن الحصول وخير دليل على ذلك أن الحزبين اللذين خاضا معركة و"حربا" قبل انتخابات 2014 تحالفا بعد الانتخابات نقصد النهضة ونداء تونس. علينا هنا أن نفهم ما حصل قبل الاعلان عن التوحد بين النداء ونقصد هنا شق حافظ قائد السبسي مع الوطني الحر أو اكثر دقة مع سليم الرياحي لأن هناك من عارض هذا الأمر في الحزب . في علاقة بهذا الموضوع هناك ثلاث مسائل أساسية بمعنى انها مترابطة وأدت لهذه النتيجة . الأول مفاوضات حصلت مع رئاسة الحكومة ومع الشاهد تحديدا . الثاني ملف المصادرة والثالث مفاوضات أخرى مع رئاسة الجمهورية . بالنسبة للأمر الأول فان سليم الرياحي وقبل اعلان انصهاره كما سمي في نداء تونس كانت له مفاوضات مع رئيس الحكومة حيث كان من مسانديها أو على الأقل لم يكن من المطالبين برحيلها .هذا الحوار دار حول دعم الشاهد وحكومته الجديدة بعد التحوير الذي سيحصل وخلاله طالب الرياحي بحقائب وزارية معينة بعضها سيادية في مقابل اعلان دعم الشاهد أي أنها صفقة بين الطرفين لكنها فشلت جراء ما اعتبر من الطرف الآخر نوعا من الابتزار لكن السؤال هنا حتى وان كان هناك ابتزاز فهو مشترك . الأمر الثاني أن سليم الرياحي من الذين شملتهم المصادرة وقد طلب صراحة رفعها وهو أمر تحدث عنه أيضا البعض وذكر هذا للتوضيح لا غير. هذا المطلب لم يلبى لأنه يعني تدخلا في القضاء الى جانب حسابات أخرى. الأمر الثالث يمكن أن نعتبره المرحلة الثالثة حيث حصلت القطيعة بين الرياحي والشاهد بالتالي فتح مجال آخر لكنه هذه المرة بين الرياحي وحافظ قائد السبسي وخلالها تدخلت الرئاسة حيث أن هناك رغبة في ازاحة الشاهد وهو أمر لم يعد سرا . ما يؤكد هذه التفاصيل أن حزب سليم الرياحي منضم لكتلة الائتلاف الوطني وهي محسوبة على الشاهد لكنه حاليا يعلن انصهاره في النداء بل ويمنح مهمة أمين عام أما كيف حصل هذا فهو اشكال آخر بمعنى من اتخذ القرار في حين أن الطبيعي في الأحزاب أن منصب الأمين العام يمنح بالانتخاب ولمناضلي الحزب ونقصد السابقين أي مؤسسيه. محمد عبد المؤمن