بكل بساطة ووضوح فبرنامج جماعة اللوبي الانقلوساكسوني في تونس هو بيع المؤسسات العمومية و خوصصة القطاع العام و تحرير المبادلات الاقتصادية و التجارية الداخلية و الخارجية و التخلص من القوانين الشغلية الحامية لحقوق العمال و الشغالين و جعل المنافسة السياسية قائمة على المال و الفلكلور و البهرج و تحجيم الاحزاب الوطنية المناهضة للراسمالية المتوحشة عبر التنصيص على العتبات الانتخابية و رفع الدعم عن المنتجات الاساسية و اختراق الاعلام و تطويعه خدمة لاجنداتهم بالوكالة و ضرب المنظمة الشغيلة من الداخل و الخارج و بكل الوسائل الممكنة و المتاحة و التفريط في الثروات الوطنية بصيغ قانونية تحت يافطات استثمارات اجنبية مباشرة ... برنامجهم هو "حوت ياكل حوت و قليل الجهد يموت " هو استنساخ مشوه لراسمالية متوحشة تريد ان تجعل من تونس نموذجا و منصة انطلاق نحو فضاء مغاربي و افريقي تتكالب و تتصارع عليه منذ الامس القوى الامبريالية و الكبرى في العالم . ذلك هو برنامجهم الذي سيضمن لهم في تقديرهم البقاء في السلطة لعشرية اخرى على الاقل و اذا تاملتم في من يدور في فلكهم من الاحزاب و القوى التونسية بان السبب و زال العجب, ففيهم من احتضنته بريطانيا سنوات الجمر و فيهم من عمل سابقا في السفارة الامريكية و فيهم اولاد "فريدم هاوس" و فيهم من مصالحه المهنية في ارتباط وثيق مع لوبيات سياحية عالمية و فيهم وفيهم ... هم متمسكون ببرنامجهم و مصرون على المرور بقوة كلفهم ذلك ما كلفهم و لا تستغربوا بالتالي تمردهم على حلفائهم و اصدقائهم فكما يقول مثلنا الشعبي "ما يطيح الرطل كان الكيلو " فما بالك و هم يحظون بدعم العمّ سام و المملكة البريطانية . اقول لهم في الاخير, انكم واهمون فقوى تونس الوطنية و على راسهم الاتحاد العام التونسي للشغل لم تندثر بعد و سنتصدى لبرنامجكم الاستعماري الامبريالي اليوم و غدا و لتعلموا ان مشغليكم و داعميكم الخارجيين سوف يلقون بكم في سلة المهملات كما فعلوا مع غيركم بعد ان يتاكدوا ان شعب تونس شعب حي و مستعد لكل التضحيات من اجل سيادته على ثرواته و مقدراته الوطنية و من اجل ديموقراطية حقيقية لا تقوم على توظيف الدين او المال السياسي الفاسد و من اجل تحقيق شعارات الثورة في الشغل و الحرية و الكرامة الاجتماعية . باختصار و الله لن تمروا الاّ على جثث شرفاء الوطن و تحيا تونس حرة مستقلة ابد الدهر والمجد للشهداء و الخزي و العار للخونة و العملاء