"بازينة"، التابعة لمعتمدية جومينمن ولاية بنزرت - وهي مسقط رأس الفنانة الكبيرة حسيبة رشدي و اسمها الحقيقي هو زهرة بنت أحمد بن الحاج عبد النبئ - تعيش على وقع الدورة عدد 5 "لمهرجان حسيبة رشدي للموسيقى و السينما" و التي تحمل اسم الفنان الراحل حسن الدهمانيوذلك على مدى 5 أيّام من 26 إلى 30 نوفمبر 2018 حيث تظافرت الجهود من ولاية بنزرت و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت و معتمدية و بلدية جومين و بمساهمة دار الثقافة و المكتبة العمومية و جمعية النّور المسرحي ببازينة لتنظيم هذه الدورة الخامسة لهذا المهرجان. و كانت ضربة البداية يوم الأثنين أين احتضنت دار الثقافة ببازينة فعاليات هذا اليوم الأوّل الذي حضره جمع غفير من أبناء الجهة فضلا عن والي الجهة السيد محمد قويدر والنائبة عن ماطر السيدة ابتهاجو السلط المحلية بكل من جومين و بازينة و ماطر و طبعا كعادته كان الإعلام متابعاو مواكبالهذا المهرجان الهام لفنانة أعطت الكثير للفن و الموسيقى و السينما. بداية هذه الفعاليات كانت من خلالمن لمسة وفاء تمثلت في رفع الستار عن لوحة كبيرة الحجم لصورة الفقيدة حسيبة رشدي على أنغام الفرقة النحاسية لكورال ماطرإلى جانب تنظيم معرض وثائقي حول حياة الفنانة حسيبة رشدي (1918 – 2012 ) حيث استقينا من الوثائق المعروضة و أنّ هذه الفنانة متمرسة في أكثر من عالم من الفنون فهي المغنية و أغانينها معروفة لدى القاصي و الداني و لعلّ أشهرها أغنية " سير سيرسير ها الأزرق سير " و " محلاها تذبيلة عينك " و " آشبتريد منّي يا خاين "و هي أيضا الممثلة على خشبة المسرح منذ الثلاثينات و كانت الانطلاقة مع فرقة النجوم المسرحية و من الأعمال التي شاركت فيها مسرحية " عبد الرحمان الناصر " و " فاجعة في بيت " و " الجاسوسة تبر " و هي السينمائية أيضا حيث كان لحسيبة رشدي العديد من المشاركات وطنيا و دوليا. و هذا اليوم الأوّل لم يخلو من الموسيقى و الطرب حيث تابع الحضور حفلا كبيرا أحياه كل من الصوت الجميل نور الدين الباجي و الفنانة سلاف و المطربة صفوة حيث كان لهؤلاء الثلاثي صولات و جولات من رصيد أغاني المرحومة حسيبة رشدي و التي نالت رضاء الجماهير الغفيرة التي تابعت هذا الحفل و تفاعلت معه غناء و تمايلا و رقصا و ترديدا. هذا اليوم الأوّل كذلك كان فرصة لاطلاع الحضور من الضيوف على المنتوجات المحلية لمنطقة بازينة من خلال معرض لمنتوجات الصناعات التقليدية حيث حضر "المرقوم" و "السداية" و "الطابونة" و "الشكوة"و أيضا لاختصاصات المنطقة من المأكولات فحضرت "الرفيسة " و " الغرايف" و "العسل " و " اللبن" و " وزيت الزيتون" و " خبز الطابونة " و كلّ المنتوجات الفلاحية و الغابية بالجهة إضافة إلى الكرم و حسن الضيافة و الإفادة باعتبار الأطباق الشهيّة و الطبيعية من كلّ هذه المأكولات التي تمّ تقديمها لضيوف هذا المهرجان و هي طريقة ذكية للتسويق لمنتوجات الجهة و على هامش المهرجان رصدنا وجود ملكة جمال مدينة منزل بورقيبة الآنسة خلود الحاج عبد الله و هي طالبة و تبلغ من العمر 20 سنة و قد صرّحت أنّها تطمح أن تكون ملكة جمال تونس و لم لا ملكة جمال العالم و تكون سعيدة لو يتم اشراكها في بعض المسرحيات بحكم أنّها تهوى المسرح خاصة و مستعدّة لتقمص الأدوار حتّة المركبة منها و قد كانت الصبايا و النساء تتزاحم من أجل أن تأخذ لهن صورا معها . لنشير في النهاية و أنّه تم تكريم خلال هذا اليوم كل من نورالدين الباجي و سلاف و صفوة و بعض أفراد أسرة حسيبة رشدي و أن فعاليات هذا المهرجان ستتواصل إلى غاية 30 نوفمبر الجاري بمختلف عروضه الموسيقية و المسرحية والسينمائية و الفروسية و الشبابية و الشارعيةتخليدا لهذه الفنانة الذي كان لها العطاء الأوفر في مجال الغنائي و المسرحي و السينمائي حيث سيتم يومي 27 و 28 نوفمبر عرض مجموعة من الأفلام التي شاركت فيها حسيبة رشدي منها فلم " صراح" لعمر الخليفي و الشريط المصري " دماء في الصحراء " إضافة إلى شريط وثائقي حول مسيرتها الفنية تحت عنوان " مسيرة فنّان" و موسيقيا أيضا سيواصل المهرجان مع مجموعة من الفنانين على غرار عرض النوبة النسائي ومنصف عبلة و الشاذلي الحاجي و سارة النويري و فيصل رجيبة و محمد موحى لنختمبأن يكون هذا المهرجان بمختلف دوراته حافزا لمزيد الاهتمام بمنطقة " بازينة" من حيث البنية التحتية و السياحة الطبيعية لما حباها الله به من مواقع طبيعية جميلة.