يبدي الصفاقسية هذه الأيّام اهتماما متزايدا بمشروع المكتبة الرّقمية الذي توقّفت أشغاله منذ مدّة طويلة رغم مرور 3 سنوات عن رصد الاعتمادات الخاصّة بهذا المشروع الذي يدخل ضمن المشاريع التي لها صلة بتظاهرة "صفاقس عاصمة للثّقافة العربية لسنة 2016". وتبلغ الاعتمادات المرصودة للمشروع 18.4 مليون دينار. إلى غاية السّاعة لم تتجاوز نسبة إنجاز المشروع 15 بالمائة بسبب الإشكالات العديدة والمختلفة التي حالت دون تواصل أشغاله وتوقّفها وذلك رغم إعلان رئيس الحكومة يوسف الشّاهد في أوقات سابقة عن تجاوز الإشكالات التي لها صلة بالمشروع. وقد أصبح هذا المعلم التّاريخي خرابا من الدّاخل بعد الاكتفاء بأشغال الهدم بدرجة أولى. مشروع المكتبة الرّقمية يشتمل على عدّة مرافق من ضمنها مكتبة متعدّدة الوسائط وقاعة اجتماعات وقاعة عروض فنّية ومدارج لاحتضان أنشطة ثقافية متنوّعة وفق طرق عصرية وتكنولوجية حديثة. لكن – وحسب بعض المنتمين للمجتمع المدني بصفاقس – هناك شبهات فساد تتعلّق بإنجاز هذا المشروع. كما أنّ جانبا هامّا من الصفاقسية يعتقدون أنّ مشروع المكتبة الرّقمية ولد ميّتا – وهو ما يفسّر تعطّل إنجازه وعدم تقدّم أشغاله رغم مرور أشهر عديدة عن تاريخ انطلاقها. تجدر الإشارة إلى أنّ مشروع المكتبة الرّقمية قوبل في البداية بمعارضة شديدة من جانب هامّ من الصفاقسية منذ الإعلان عنه لأكثر من سبب. ومن ضمن أهمّ الأسباب إقامته بمبنى الكنيسة الكاثوليكية القديمة بوسط المدينة التي تعتبر من أهمّ المعالم التّاريخية بالجهة ولها جمالية خاصّة إضافة كذلك إلى حجمها ومساحتها الشّاسعة. كما أنّ المبنى كان يحتضن المئات من الأطفال والشّباب يوميّا والذين كانوا يؤمّونه لممارسة رياضات مختلفة ضمن أندية الجهة ويستضيفون به الفرق الزّائرة حتّى في المباريات الرّسمية – وهو ما يفسّر معارضة الرياضيّين بجهة صفاقس لهذا المشروع الذي يعتبر ضربة موجعة للرّياضة في مدينة المليون ونصف المليون ساكن التي تفتقر لتجهيزات ومنشآت رياضية تتماشى مع حجمها. الآن – وبعد تواصل الإشكالات المتعلّقة بأشغال مشروع المكتبة الرّقمية – تحرّك المجتمع المدني بجهة صفاقس لمطالبة وزارة الإشراف بتوضيحات حول مصير المشروع. وهناك في الواقع غضب شديد على وزارة الشّؤون الثّقافية وعلى السّلطات المركزية بسبب بقاء هذا المشروع حبرا على ورق – مثل عديد المشاريع الكبرى الأخرى بالجهة. من جهة أخرى عاد بعض المناهضين لمشروع المكتبة الرّقمية بصفاقس للتّعبير عن رفضهم القاطع المسّ من معلم الكنيسة الكاثوليكية القديمة وتشويهه... واعتبروا المشروع محاولة غير بريئة لتحويل وجهة أهالي عاصمة الجنوب عن اهتمامات ومشاغل ولاية صفاقس وامتصاص غضبهم من تعطّل المشاريع الكبرى بالجهة. وقد قامت بعض الجهات خلال الأيّام القليلة الماضية بإعداد عريضة لجمع الإمضاءات للتّعبير عن معارضة أهالي عاصمة الجنوب لهذا المشروع الذي اعتبروه مجرّد ضحك على ذقون الصفاقسية.