لان منسوب الثقة بين غالبية الشعب و بين حكامه و الطبقة السياسية بصفة عامة قد تراجع لمستويات دنيا , لان الصراعات و الخصومات تشق الطبقة الحاكمة و جل مكونات الساحة السياسية و الوطنية , لان جل السياسيين مبتدئين و لم يتجاوزوا بعد السنة السابعة اساسي سياسة, لان حالة الياس و الخوف و الاحباط قد اكتسحت شرائح واسعة من المجتمع التونسي , لان لوبيات الفساد و اباطرة التهريب يصولون و يجولون كما يشتهون , لان الفساد و الرشوة و المحسوبية قد استشروا بشكل رهيب في كامل مفاصل الدولة , لان اعداء الوطن و الديموقراطية في الداخل و الخارج يعملون ليلا نهارا على اجهاض التجربة التونسية الرائدة , لان تدهور القدرة الشرائية جراء التضخم المتسارع قد خلق حالة عامة من الاحتقان قابلة للانفجار في كل لحظة , اتعلمون ما هي اكبر و اقوى حصانة لتونس علاوة على امنها و جيشها الوطنيان و الجمهوريان !انها انتم الذين تشكلون الاغلبية الصامتة و المتكلمة احيانا اخرى , انتم لا تساومون في سيادة الوطن و استقلاله و حرمته , انتم ترفضون الكذب و الخداع و الوعود الزائفة , انتم تحبون الصدق و الشجاعة و الجراة و الاقدام , انتم تنادون بالعدل و المساواة بين الجميع من دون استثناء , انتم تنادون بالضرب بقوة على ايدي العابثين و المجرمين , انتم تكرهون الايادي المرتعشة و المترددة في اخذ القرار . تونس لن تسقط لانكم لازلتم موجودين و مؤثرين , فقط اربطوا احزمتكم فقد حان وقت الاقلاع , اقلاع الوطن و خروجه من النفق المظلم الذي تردّى فيه , و لا اشك لحظة انكم ستحسنون هاته المرة اختيار الربّان المناسب للمهمة التاريخية التي يواجهها الوطن اليوم و غدا . سننتصر بحول الله, نحن شرفاء الوطن و حماته من اي اعتداء , نعاهدك يا بلادي اننا لن نصمت بعد اليوم و لن نبقى على الربوة نتفرج على المفسدين و الخونة و العملاء يبيعون و يشترون في عرض الوطن و كرامة شعبه العريق . يا تونس حبّك يجري في الدم ...