إنطلقت فعاليات الأمسية الشعرية الأولى لمهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته 17 مساء الاثنين بقصر الثقافة و ذلك بحضور الأستاذ عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة و الأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة و المنسق العام لمهرجان الشارقة للمهرجان و الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة و مدير المهرجان و تابع الأمسية جمهور من احباء الشعر وعدد من الاعلاميين و ضيوف الدورة من الشعراء و النقاد و الباحثين و الكتاب حيث تداول على القراءات الشعرية عدد من الشعراء العرب . قدمت هذه الأمسية الكاتبة صفية الشحي التي صافحت بالكلمات الرقيقة مختلف مناخات الكتابة الشعرية لدي المشاركين في الأمسية و هم الشاعرة ايهاب البشبيشي من مصر و طلال سالم من الامارات العربية المتحدة و شميسة النعماني من سلطنة عمان و عمر الراجي من المغرب و جاكيتي سيك من موريتانيا .. الشاعر المصري ايهاب البشبيشي قرأ قصائد منها قصيدة عنوانها لغة لا تقال فيها فيض من أسئلة الذات الشاعرة و هي تحاور أحاسيسها و هواجسها و الزمن في بوح شعري أخاذ و من قصيدتها مايلي : تَجئُ على موجة البوحِ عند الصُّداع الأخير من الليلِ بَسمتُها أم تلوذ فرارا تُراوغنى كغُبار الطواحينِ أم تتمشى الأماكنُ فى بؤرة الروحِ و الزمنُ المتكلِّسُ فى سُدَّة العمرِ يَنحلُّ عنها انحسارا أُسائلها أم أخال و بالضوء من ظِلِّهِ ثِقلٌ و مواطئُ مُسوَدَّةٌ خلَّفَتْها على الأرجلِ الطرُقاتُ ذُنوباً مُعفَّرةً و اعتذارا لماذا تظلِّينَ عالقةً فى السؤال مواسمَ من دهشةٍ لغةً لا تُقال و حدساً من الأغنياتِ الحيارَى أألقاكِ فى كلِّ عينٍ سواى ولستِ تريديننى أن أغارا تُراكِ تُماريننى فى هواى و كيف على حُبِّ نفسى أُمارَى أدارِى بعينىَّ لفحَ لَظاى وحسبُ... افتضاحِ الهوى أن يُدارَى الشاعر الموالي ضمن هذه الأمسية كان طلال سالم من الامارات و تضمنت قراءاته الشعرية قصيدة بعنوان نهاياتالبداية فيها حرقة الشاعرو هو و في حالة من المكاشفة تجاه الشعر و الآخرين حيث هو لا يلوي على القول بالقصيدة ملاذا و اقامة و طفولة مفتوحة على العوالم و الاكوان: حسد قديم في المدى يتوسد و دمي المباح على القصيدة يسجد و أَمرُ أطوي بالجريد لفائفي و هناك حيث أمرُ أبقى أولد لحكايتي قلبي الضريح مُنادمٌ تفنى اللحودُ و ها هنا أتمرد آتي أبددُ في الرياح سحابتي عصفي يهدهدني و لا أتردد لي فكر أطفالي .. هناك ممردٌ مترفعٌ و الخائنون تبددوا اثر ذلك كان المجال لقراءة الشاعرة العمانية شميسةالنعماني التي تماهت مع الوجع بشيء من الشجن في ضرب من تداعيات الذات و هي تنشد السلوى لأحزانها كل ذلك وفق ما يعتمل داخل أنثى و ما يفضي اليه الوله و العشق من تعب و خسارات . و من قصيدة نَبِيُّالوَجَعْ نذكر مايلي : حَزِينَةٌ دَمْعُهُ .. أو قُلْ بِها وَجَعٌ* إِذا تَصَدَّقَ مِنْها الرُبْعَ .. صارَ نَبيْ لا جَمْعَ يَتْبَعُهُ إِلا نَوائِحُهُ* وكُلَّما جَفَّ مِنْهُ الحُزْنُ عادَ صَبيْ كُلُّ النهاياتِ تُشْفى مِنْ بِدايَتِها إِلَّاهُ يَشْقَى بِحُزْنٍ فيهِ كَالنَّسَبِ لا شَيءَ يَفْصِلُهُ عَنْهُ.. كَغادِيةٍ الماءُ ما انْفَكَّ مِنْها وَهْيَ في صَبَبِ يا قَسْوَةَ الصَّيْفِ حينَ الدارُ يَسْكُنُها نايٌ وَحيدٌ لِقَلْبٍ مُهْتَري القَصَبِ اثرذلك قرأ الشاعر عمرالراجي قصيدة عنوانها فِيمَعْنَى النَّشِيدِ كانت مفعمة بالتفاصيل التي يمنحها الشاعر أبعادها الجمالية في ألوان من الموسيقى و الحلم حيث البلاد و الأمكنة عموما ذلك الجال الممكن للغناء و من القصيدة مايلي : لِلْأُغْنِيَاتِ سَحَابُها الْمُمْتَدُّ مِنْ أَقْصَى الْبِلادِ إلى سَوَادِ بِلادي. ولَهَا حُدُودُ الَّلحْنِ، جِسْرُ وُصُولِها: هَذا الْمَدَى... مُتَوَاتِرُ الْأَبْعَادِ . ولَهَا اكْتِمَالٌ طَاعِنٌ في النَّقْصِ لا يَنْمُو... ولا يُفْضِي إِلى الْمُعْتَادِ! سَعْيًا لِمُوسيقى الْحَيَاةِ جُنُونُها حُلُمٌ.. يُرَوِّضُ قَسْوَةَ الْأَصْفَادِ. ويُحِيلُ أَرْصِفَةَ البُكَاءِ قَصَائِدًا غَزَليَّةً، بَيْضَاءَ... كالْمِيلادِ. هيَ فِكْرَةٌ مِنْ يَاسَمِينِ حُضُورِنا في الْأَرْضِ مَنْفِيِّينَ.. فِي الأَجْسَادِ!. مُتَزَوِّدينَ بِمِلْحِنا ويَقينِهِ نتَعَبَّدُ الصَّلصالَ... في الْأَكْبَادِ… و جاء دور الشاعر جاكيتي سيك من موريتانيا ليقرأ شعره حيث ضمت قصيدة إسراء كونا من شعرية الذات و هي تحاول الحالة و العوالم و تحاورها نحتا للسؤال و قولا بالصباح في هذه الدروب لأجل الحلم و من قصيدته ما يلي : هناك..أعانق وجهَ الصباح ووجهَ المساء و وجهَ المقادير؛ وجهَ التصاوير؛ وجهَ الخرافة في كفِّها كأسُ ماء! هناك.. أعانق "أيوبَ" جِسمًا يموت وروحًا تُصلِّي و قلبًا يصوم التّجني على نفسه في قنوت! هناك.. أُعاين في بصمات عيوني.. حدائق من "سدرة المنتهى" تَتَدلى لِتُشرق في بطن حوت هناك..يرى "الكُسَعِيُّ" الظباء فتحمله شهوة الإحتواء ليسقط في هُوّة الظّلمُوت! تسير الثواني على قلبه ؛على قلبه تسنج العنكتوت فيا "كُسَعِيُّ" تَرجّل رُوَيْدًا أنا رَبُّ صبري؛ وللبيت ربّ وللفيل ربّ وللحاملات من النفط قُوت فَهَيْهَاتَ ..هيهات ...لاتَ و لات لقد وُخِزَ القُدُسُ المَلَكُوت ... هكذا كانت الأمسية بمثابة باقة شعرية عربية متعددة الألوان و الجامع بينها عطر الكلمات بحثا و حلما و نشدانا ...و هل ثمة أبلغ من الحلم..المجد للكلمات العالية تنحت هبوبها في بهاء نادر...