لعله متاخرابعض الشيء هذا الذي اكتبه هذه المرة انه كلمة وفاء لرجل قد لايعرفه الكثير من التونسيين ممن يقيمون داخل ارض الوطن الا ان الجالية التونسية المقيمة في فرنسا وبالخصوص في باريس تعرفه حق المعرفة فهو الذي عاش بين ظهرانيها اغلب سنوات عمره انه الاخ العزيز والوطني الغيور الطيب شرف الدين رحمه الله واسكنه فراديس جنانه الاعلامي والناشط الاجتماعي والمناضل الدستوري منذ نعومة اظفاره و الى اخر رمق في حياته رحل الفقيد مبكرا الى فرنسا اين استقر وعمل في مجالات عديدة وواكب كل انشطة الجالية التونسية بكل فئاتها واستطاع ان ينسج شبكة علاقات واسعة ليس فقط من بين مكونات الجالية التونسية مواطنين ومسؤؤلين على تداولهم في مختلف المواقع سفراء وقناصل عامين وقناصل وملحقين اجتماعيين واقتصاديين وامنيين فضلا عن المناضلين الدستوريين بمختلف اجيالهم ولكن ايضا مسؤولين واعلاميين ومناضلين حزبيين من اليمين ومن اليسار في فرنسا على تعاقبهم في النشاط السياسي في فرنسا ذلك هو الطيب شرف الدين رحمه الله الذي غيبته يد المنون وهو لايزال يامل وكل من عرفه كانوا ياملون كذلك بانه مازال في امكانه الاضافة والافادة بتجربته الواسعة الجالية التونسية في فرنسا ولكن لاراد لقضاء الله وانا لله وانا اليه راجعون لقد كان الطيب شرف الدين رحمه الله مسكونا بحب تونس ظل رحمه الله يتابع مسيرة نجاحها وما اعتراها من تعثرات كان ياسف لها شديد الاسف ويعبر عن ذلك بكل حرقة و كان لايغيب عن تونس يعود اليها كلما سنحت له الفرصة حيث يقضي اسابيع في التجوال بين مختلف جهاتها التي تربطه علاقات صداقة بابنائها خصوصا المقيمين في فرنسا وكان يتابع اخبارتونس بجزئياتها وتفاصيلها وكان يدلي برايه ويحاور ويناظر خصوصا من خلال الفضاءا ت الالكترونية عرفت الفقيد الطيب شرف الدين رحمه الله في اوائل تسعينات القرن الماضي وكان لايغيب عن التظاهرات التي تقام من طرف تجمع التونسيين في فرنسا ومنها المحاضرات التي كان لي شرف القائها في اطار الاحاطة الدينية وكان يحضرها بكثافة المواطنون من الجالية التونسية بكل فئاتها ومكوناتها فضلا عن المناضلين من مختلف الاجيال الذين كان الطيب شرف الدين رحمه الله يرتبط بهم بعلاقات متينة من رحل منهم الى دار البقاء ومن مازال على قيد الحياة .كان رحمه الله يواكب كل الانشطة تطوعا وبصفة تلقائية ماكان الطيب شرف الدين رحمه الله يريد من وراء ذلك جزاء ولاشكورا ولم يبلغ الى علمي انه في يوم من الايام كرم او وسم بوسام ولاحمل ادنى مسؤولية وهو الاهل لذلك. وتلك هي هذه الدنيا تعرض عن الافاضل من امثال الطيب شرف الدين ليكون جزاؤهم اوفى واوفر ممن لايضيع اجر من احسن عملا كان الطيب شرف الدين رحمه الله شديد التفاعل مع ما القيه من مداخلات وكنا نجلس سويا على اثرها ليمطرني باسئلته التي لاتعرف النهاية وتعقيباته المفيدة المتطلعة الى الفهم المستنير لقيم الاسلام الحنيف لم تنقطع لقاءاتنا وكنت حريصا على الاجتماع به في كل رحلة من رحلاتي الى باريس نلتقي مع ثلة من الاصدقاء (الحفصاوي وبن عمران وصميدة والعبيدي والعجيلي وبن يونس وغيرهم كثير ) ظللنا على هذا التواصل الى اخر رحلة قمت بها الى فرنسا قبل ان توافيه المنية فجاة وكنت اعلمه بالمسجد الذي سالقي فيه خطبة الجمعة اوالدرس وكان يلح علي باعلامه حتي لايغيب وكنت اجده قد سبقني الى المسجد خصوصا في مسجد علي في فوبور سان دني القريب من محل سكناه وكان يصلى في الطابق العلوي وحال انتهاء الجمعة اجده واقفا ينتظرني ليبدي لي ملاحظاته التي استنير بها وكان يعبر عن اعجابه بالنظرة الشمولية المقاصدية التي اتوخاها في خطبي مساهمة مني في توجيه المسلمين المقيمين في الغرب الى ان يكونوا سفراء للاسلام بسيرتهم الحسنة وان يندمجوا الاندماج الايجابي الذي يجعل منهم مواطنين صالحين في البلاد التي يقيمون فيها وتضمن هذه المعاني الكتاب الذي جمعت فيه بعض هذه الخطب لتعميم الاستفادة منها وكان ذلك بالحاح شديد منه رحمه الله كان الفقيد الطيب شرف الدين رحمه الله يرتاح شديد الارتياح الى فكرة الفصل بين السياسي الحزبي مما هو محل تجاذبات وبين الديني الخالص لله لابمعنى اللاهوتي اذ الاسلام دين ودنيا ودنيا المسلم المهتدية بهدي الدين عبادة وكم تحاورنا في مواضيع الدين والدولة والمسجد والسقيفة وكم كان يردد باعجاب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة( انتم اعلم بامور دنياكم )وقول ابي بكر رضي الله عنه يوم توليه الخلافة(ايها الناس انب قد وليت عليكم ولست بخيركم) كنا نجلس عقب كل خطبة في مقهى او مطعم يختاره(تركي اوكردي) ليتواصل الحوار في شؤون الدين والوطن ونحن نخرج من المقهى اوالمطعم ليشيعني الى المترو و(ماكنت وماكان) نحسب في المرة الاخيرة التي التقينا فيها قبل حوالي شهر من وفاته ان ذلك هو اخرلقاء بيننا في هذه الدار الفانية كان رحمه الله يفكر في تاسيس جمعية دعاني الى ان اكون احد اعضائها لتقديم الصورة الصحيحة للاسلام فالحاجة الى ذلك ماسة ليس فقط بالنسبة للجالية المسلمة ولكن للسلطات الفرنسية التي لاتزال في حيرة من امر التعامل مع الاسلام والمسلمين وكان يامل و يامل ويامل لكن لامرد لقضاءالله رحمك الله ايها الاخ العزيز والوطني الصادق والمسلم صاحب الخلق الرضي رحمة واسعة وجازاك الله عن اهلك و وطنك ودينك واصدقائك( وانا واحد منهم) خير الجزاء وعوضك عن غربتك الطويلة وبعدك الجسماني عن (تونس التي احببتها اشد ما يكون الحب) في قائم حياتك وبعد مماتك هناك حيث وري جثمانك الطاهر الثرى( ولاتدري نفس باي ارض تموت) هناك في الجنوب الفرنسي اين يقيم بعض افراد اسرتك فنم ايهاالاخ العزيز والوطني الغيور والمؤمن الصادق قرير العين ومعذرة ا ن انا تاخرت عن القيام بواجب التعريف بماثرك وخصالك وانا لله وانا ايه راجعون