صَدَرَ الاثنين 18/03/2019 عن دار ديار للنشر والتوزيع في تونس كتابُ " الشخصيّة التونسيّة والمَوروث الشَّعْبي (مُقاربَة أنتروبولوجيّة)" للمفكّر والروائي التونسي الدكتور مصطفى الكيلاني . وذلك بمقدّمة وستّة فصول ، هي على التوالي: 1-التراث الانساني موضوعا أنتربولوجيّا .2- تمثّلات الشخصيّة التونسيّة عبْر عدد مِن أقوالها في أدب الأمثال.3- العِطْر والوَشْم في الموروث الشعبي التونسي .4- التّرحال والغَزَل في نماذِج مِن الشِّعْر الشّعبي التونسي. 5- أنتروبولوجيا المحلّ . 6- التراث الأدبي الشعبي المحلّي : قراءة لِعَيِّنَة. يرى المؤلف " إنّ الشَخْصِيَّة، أيّ شَخْصِيَّة وَطَنِيَّة، هِي كُلّ مُتعَدِّدٌ في ذاته بِخُصوصِيَّة دَالَّة عَلَيْه. وقارئ فُصول هذا الكِتاب يستنتج أنّ للشَخْصِيَّة التُونسِيَّة تَحْديدًا هُوِيَّة غير مُسَيّجة تماما لانفتاحها على الذَوَات الثَقافِيَّة الجَمْعِيَّة الأُخْرى وعدم اكتفائها بما هِي عليه إنْ بَحَثْنَا في مُخْتلف عناصر بِنائها. فهي عَرَبِيَّة إسلامِيَّة، وهي إلى ذلك تحمل في عَميق ذاتها آثارًا فاعلة بَرْبَرِيَّة وفِينيقِيَّة قديمة تَنضمُّ إليها داخل النواة العميقة المَرْجعِيَّة آثارٌ مُتَبقّية فاعلة أُخْرى لاحقة بالسابق، وهي تُرْكِيَّة وأُوروبِيَّة، حَسَبَ التعاقُب الزَمَنِيّ، كالبادي في بعض ألفاظ الكلام، وفي الأطعمة والملابس والعادات والتقاليد بِمَزْج خاصّ يُمكن فهمه تزامُنِيًّا (سنكرونِيًّا)، كالماثل في سُلوك الشخصِيَّة اليَوْمِيّ بِمُحصَّل العناصر الحضارِيَّة والثقافِيَّة القديمة المُتبقّية والمُتفاعلة وُجودًا مع عَدَد مِن العناصر الأُخْرى الجديدة الحادِثة، وتَطوُّريًا (دياكرونيًّا) بِتاريخ التنامي والتراكُم والإبدالات الكُبرى مُرورًا مِن عَصْر إلى عَصْر، ومِن دائرة تأثير ثقافِيّ إلى دائرة تأثير ثقافِيّ آخر لاحق، إنْ وَصلْنا بيْن تونس البلد والتُونسيّين وبين المَوْقع الجغرافِيّ، وتحْديدًا ما يتوسّط المَشْرق والمَغْرب العربيّيْن، والقارّتيْن الأُوروبِيَّة والإفريقِيَّة، جنوب البَحْر الأبيض المُتوسّط". ويتساءل الدكتور الكيلاني في مقدمة الكتاب "..كيْف تتمثّل الشَخْصِيَّة التُونسِيَّة، تَفْريدًا وتَجْميعًا، بالعالم والأشياء والمُجْتمع والقِيَم؟ كيْف تنظر إلى الحياة والمَوْت والعمل والسَعادة والاسْتِمْتَاع (Jouissance) والثَرَاء والفَقْر والسَكَن والآخر؟ كيْف تتفاعل تَخْصيصًا مع الأشياء في المكان والطبيعة غِذاءً ولِباسًا وسَكَنًا ولعبًا أو تَسْلِيةً واعْتِقادًا وغناءً ورَقْصًا وحِكايةً وشِعْرًا ومِعْمارًا ونَسْجًا..؟ وما الّذي به تُعَرّف هذه الشَخْصِيَّة تَحْديدًا عند مُقارنتها بِشخصِيّات أُخْرى؟ هل بالمِزاجِيَّة أمْ بالعَقْلانِيَّة أمْ بالجَمْع المُتناقض بينهما؟ كيْف لنا أن نبحث في تَمَثُّلاتها الذِهْنِيَّة وأفعالها السُلوكِيَّة الخاصّة؟ كيْف التوصُّل إلى عميق هذه الشَخْصِيَّة؟".. وعلى مدى 290صفحة ، قياس 15/21سم ، يُحاوِلُ التوصُّل إلى بعض الإجابات عن تساؤلاته تلك،" فيَتَحَقَّقُ البعضُ مِن انتِظار القارئ ، وَمِمّا نرغبُ في إنجازِهِ بَحْثاً" ، على حدّ تعبيره. صَدَر الكتاب بغلافٍ للفنّان السوري "رامي شَعْبو" ، ويُمكن اقتناؤه ابتداءً مِن مساء اليوم ، بثمن قدره :25دينار تونسي للنسخة الواحدة ، من مكتبات العاصمة التونسيّة التالية : مكتبة "الكتاب"- شارع الحبيب بورقيبة ، مكتبة "المعرفة" – ساحة برشلونة، مكتبة "بوسلامة" – باب البحر، مكتبة "العيون الصافية" – حلف الكاتدرائية . وفي أريانة : من مكتبة "العين الصافية" – المنزه السادس.