كلمة آية في القران لها معان متعددة بحسب موقعها من الجملة وقديما قالوا "لا تعيش الكلمة إلا في الجملة "فهي بمعنى علامة ومعنى عبرة ومعنى جملة من جمل القران وأحكامه وفي القران وقع النسخ فعلا كما يراه الكثير من علماء التفسيروعلماء الأصول فقد كانت العرب تطلب من الزوجة المتوفى زوجها التربص عن الزواج بحول كامل فنزلت الاية 240 من سورة البقرة وبعد العمل بتلك الاية مدة جاء النسخ فنسخت الاية بأية 234 من سورة البقرة التي خففت العدة بأربعة أشهر وعشر وذلك من باب التدرج في التشريع الذي هو في علم الله بداية كما تدرج التشريع في أحكام الخمر من حكم إلى حكم باية بعد ها اية ناسخة من ذلك نفهم أن الله تعالى قصد بالنسخ الوارد في قووله (ما ننسخ من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )هذا النسخ الواقع في ايات أحكام ولك أن تضيف إلى ذلك المعنى نسخ رسالة برسالة أما أن تقول :إن القران لا نسخ فيه ،وأن الذين كتبوه وقسموه بعد الرسول إلى سور وجعلوا فيه علامات وقف وضبطوا حروفه بالشكل هم الذين تقولوا موضوع النسخ يا صديقي نوفل ،اعلم يرحمك الله أن تقولك هذا غريب وغير صحيح ،وعليك أن تعود إلى الكتب التي تحدثت عن القران كيف نزل وهو موضوع طويل إذا صبرت على دراسته عرفت أنك اجتهدت فأخطأت ومن باب الإشارة وليس من باب الإحاطة بالموضوع أقول لك إن القران الكريم بسوره واياته وصل إلى المسلمين عبر القرون ويصل إلينا اليوم عن طريق الحفظ قبل الكتابة ومازال القران يحفظ في الصدور وله حفاظه وكما حفظه الحفلظ في عهد الرسول يحفظه حفاظ اليوم ،فكلهم حفظوه مرتبا في اياته وسوره دون نقص أو تغيير ولما تم جمع القران في عهد أبي بكر ونسخه في مصاحف في عهد عثمان كان الاعتماد أساسا على الحفظ والحفاظ ثم جاء دور الخطاطين وهم من حفاظ القران والعارفين بقواعد الكتابة فجعلوا علامات للوقف وعلامات للثمن بداية ونهاية وعلامات لبداية السورة ،ثم جاء الضبط بالشكل ،وكل ذلك من باب التيسير على القارئ من المصحف خذ مصحفا وقلب صفحاته فسوف تجد كل ذلك كان وصار وحدث على هامش النص القراني الذي نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك نسخا مسلطا على نص القران هذه سطور قليلة في موضوع ألفت فيه كتب ولله الأمر من قبل ومن بعد والله أعلم