من العادات التي بقيت راسخة في المجتمع الصفاقسي منذ القدم إقبال العائلات على شراء السّمك المملّح خلال شهر رمضان لاستهلاكه في عيد الفطر المبارك مع وجبة الشّرمولة وخبز العيد. وهناك أنواع عديدة من الأسماك الكبيرة ومتوسّطة الحجم التي يقوم الصفاقسية بتمليحها قبل أيّام من حلول العيد مثل المنّاني والشّلبوط والبوري والغزال والقاروص إلى جانب اقتناء سمك "الباكالاو" المملّح الذي يتمّ استيراده من النّرويج وكذلك بعض البلدان الأخرى. بسبب هذه العادة عرفت أسعار السّمك ارتفاعا جنونيّا وغير مسبوق خلال شهر رمضان لهذه السّنة – الشّيء الذي أدّى إلى تذمّر أهالي عاصمة الجنوب من الارتفاع المشطّ في أسعار السّمك المالح أو المعدّ للتّمليح دون أن يمنعهم ذلك من التّهافت عليه وشرائه بأرفع الأثمان حتّى لا يفسدوا فرحة الاحتفال بالعيد على عائلاتهم وعلى أبنائهم – وهي فرحة لا تكتمل إلّا بأكل الحوت المالح والشّرمولة وخبز العيد الذي يباع بأسعار مشطّة هو الآخر ويتمّ شراؤه ليلة العيد. وجبة الشّرمولة يتمّ إعدادها بالبيوت من قبل العائلات في الأيّام الأخيرة من شهر رمضان ومن أهمّ مكوّناتها العنب المجفّف (الزبيب) والبصل وزين الزّيتون وبعض التّوابل. ومثلما يقال "كلّ بلاد وأرطالها" وكلّ عام والجميع بخير.