هل يمكن بعد اليوم أن يغرر إعلامكم اللئيم بالناس بعد أن أعلنت قممكم المزورة بأن لا مشكلة لكم مع قرصنة بيت المقدس وتهويد مسجدها وقبتها وهي قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة؟ هل يمكن أن تضلوا الناس كما أضللتموهم عشرات السنين برفعكم لشعارات الإسلام والأخوة والسلام بعد أن صنعتم بالبهتان عدوا جديدا يعوض العدو التاريخي الذي نهب الأرض وهتك العرض فهرولتم وراءه وخدمتم عدوانه لتنصبوا للمسلمين عدوا منهم هو جار مهما جار وهو لم يخذل المقاومة المشروعة ولم يصمها بالإرهاب كما وصمتموها؟ هل يمكن أن تجروا دولة قطر التي حاصرتموها منذ عامين الى محور الشر وطابور الخديعة بأن تفرضوا عليها الانخراط في بيان قمم لم تطلع عليه ولم تشارك في صياغته و لا تعترف بمحتواه؟ هل يمكن أن يثق المسلمون بعد اليوم فيمن سكت عن اعتبار القدس عاصمة يهودية أبدية لدولة إسرائيل بينما هي مهد الأديان السماوية الثلاث و ملتقى الإيمان للبشرية جمعاء منذ العهدة العمرية الخالدة؟ و هل يمكن السكوت عمن أصابه الخرس حين ضمت مرتفعات الجولان الى الأبد لدولة إسرائيل؟ وهم أول من يدرك أن هذه القرارات الامريكية هي ممارسات غير دستورية اتخذها الرئيس ترامب دون موافقة الكنغرسو بتضاد تام مع ميثاق منظمة الأممالمتحدة و أعراف القانون الدولي و كلف صهره جاريد كوشنير بتسويق صفقة القرن في مؤتمر تعد له البحرين أبواقها وهي مغلوبة على أمرها؟ هل يمكن أن نعتبر تركيا عدوة وهي تأوي مليونين من الأشقاء السوريين هجرهم من ديارهم نظام الأسد بعد قتل أكثر من مليون سوري و تدمير المدن السورية التاريخية على رؤوس أهلها بالبراميل المتفجرة فأكرم أردوغان السوريين و اشتغلوا و عاشوا كأنهم في وطنهم الأم بينما أنتم ترفضون الناس للعمرة إذا لم ترضوا عن أفكارهم؟ هل يمكن أن يبيع القطريون ذمتهم فيتقبلوا الإهانات كما تقبلتموها صاغرين مطئطئي رؤوسهم حين يقف ترامب ليقول أمام الرأي العام الأمريكي و العالمي بأن ليس لديكم سوى (المال الكاش) فادفعوا لنحميكم و نتستر عليكم؟ هل يمكن أن يقبل القطريون و الخليجيون الأخرون أن نحشد السياسة و العسكر لمواجهة ايران في حرب ليست حربنا لمجرد أعمال تخريبية مجهولة المصدر ضد اربع ناقلات نفط و لا نحرك ساكنا و لا نحشد موقفا بسبب فقدان القدس و قتل الأطفال الأبرياء المتظاهرين في أيام جمعة العودة بالمئات؟ هل يمكن أن يستمر حصار قطر الجائر والقطريون مدعوون للمشاركة في أعمال قمم ثلاثة أعدت بياناتها قبل انعقادها و هم سادة العارفين بأن حربا تستهدف ايران هي حرب ناتنياهو و مؤيديه من غلاة الأمريكان و زعماء اليمين العنصري الغربي لا حرب العرب و لا المسلمين و لا الخليجيين إنما ستشن بأموالهم و أرواحهم وسيكونون هم وقودها و حطبها لا قدر الله؟ هل يستوي الذين دعموا شعب قطاع غزة بمليار دولار أي القطريين مع الذين دفعوا مليارات الدولارات لتصنيف المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية؟ هل يستوي القطريون الذين رفضوا صفقة القرن مع من مولها و روج لها وهم يعلمون أن جوهر الصفقة هو التصفية النهائية لقضية فلسطين فلا دولة فلسطينية كما تنص معاهدات سلام أوسلو و مدريد ضمن حل الدولتين و لا سيادة للفلسطينيين على أرضهم و لا حق العودة لأحفاد المهجرين عام 48 بينما لا يزالون يحتفظون بمفاتيح ديارهم كرمز لإرادة العودة و نصرة الحق؟ هل يستوي من قال لجاريد كوشنير بأن دولة قطر لا تقبل إلا بما يقبل به الفلسطينيون مع من أعلن أنه مع الصفقة تماما متعللا بسلام ثان مغشوش بعد سلام أول مغشوش ضاعت فيه فلسطين واغتيل الزعيم الذي وقعه ياسر عرفات بمادة البولونيوم؟ هل يستوي من تمسك بمجلس التعاون وحضر قمة الكويت مع من دمر المجلس وفرق أعضاءه وشتت عائلاته وأدخل على خطه سيسي مصروهو لا يفقه من أمر الخليج سوى الرز؟ هي الحقائق الساطعة اليوم وهي تبدد أكاذيب قصار النظر فاقدي البصيرة أولئك الذين تتكسر أوهامهم على صخرة الواقع الأصم والذين نسوا أن للأمة إرادة وهي من إرادة الله سبحانه ولكنهم في غيهم مستمرون فتجد أسلحتهم وأموالهم في السودان يريدون فرض العسكر عليها وتجد أياديهم في الجزائر تريد كسر الحرية والديمقراطية فيها وتجد تسريبات أموالهم عبر بنوك أوروبية الى أحزاب تونسية تروج لمرشحين باعوا ضمائرهم من أجل حكم تونس بلا مقومات ولا مشاريع ولا وطنية! وتجد سلاحهم وأموالهم في ليبيا بإعادة إنتاج مستبد جديد مع تغيير في (اللوك) لأن حريات الشعوب معدية وهم يخشونها ويخافون شبحها. هل ما يزال العرب و المسلمون غافلين بعد أن انكشف المستور و ظهر ما خفي لكل ذي عينين!