لم يشارك اتباعها في الحراك الشعبي الذي سبق 14 جانفي 2011 ، بل هبوا افواجا افواجا أثر رحيل رأس النظام السابق ، لخدمة مصالح حزبية و فئوية و اقليمية على حساب وطن يأن و يتخبط في مشاكل جمة تكاد تعصف و تلقي به في هوة بلا قرار ارادوا الخلافة السادسة و صياغة دستور يعبر عن فهمهم القاصر و المشوه للاسلام ، دين الغالبية الساحقة للشعب التونسي و الذي هو براء مما يفعله اتباع و متبني ما يسمى بالاسلام السياسي في كافة اشكاله و تبلوراته نشط و ظهر خلال عهدهم ، صنوف عديدة من الجهلة و المتخلفين سياسيا تحت مظلة حركات اسلامية غارقة في الوهم و السطحية ، حتى وصل بنا الامر الى تصدير الإرهابيين عبر دول راعية لمشاريع اخوانية مدمرة للدول العربية و الاسلامية أما على المستوى الأمني ، فعديدة هي التصريحات من داخل و خارج المؤسسة الأمنية التي تحدثت و لا تزال عن اختراقات اخوانية و محاولات حثيثة للتاثير و السيطرة على القرار داخل المؤسسة التي نريدها قولا و فعلا ، جمهورية و محايدة في الجوانب الأقتصادية و الاجتماعية ، فاختار عدم التعليق و اترك للتونسيات و التونسيين ، حرية ابداء رايهم في التهاب الأسعار و صعوبة و مشقة الحياة و ما بلغته نسبة التداين الخارجي و معدلات الفقر و البطالة و النمو ... و ختامها مسك ، عبر التمسك بحكومة فاشلة تنوي تدمير الاقتصاد التونسي عبر وعدها بالمصادقة على اتفاقية الاليكا الاستعمارية مع الاتحاد الاوروبي ، بدعوى المحافظة على الاستقرار المزعوم الذي ليس في النهاية سوى لهث وراء تأمين انتخابات في ظل تمزق حزبي تعتبره النهضة فرصة ذهبية لتحصيل أفضل المكاسب الانتخابية و لو على حساب اولويات وطنية مستعجلة . خارجيا ، اصطفاف مكشوف و مفضوح و معيب خلف الدول الراعية للمشروع الاخواني و اساسا تركيا و قطر ، المناقض للديموقراطية و للسيادة الوطنية من دون أخذ بعين الاعتبار للخط الدبلوماسي العريق للدولة التونسية الغير معنية بالاصطفافات الاقليمية و الدولية و لا بسياسة المحاور . النهضة كذلك ، لم تحارب الفساد و لم تسعى في الكشف و محاسبة اباطرته و مرتكبيه ، بل غضت البصر حتى لا أقول انها دخلت في عمليات ابتزاز كبيرة مثل ما يروجه الكثيرون عنها و عن حكومتها الحالية . رغم كل هذا و غيره كثير ، يخرج علينا اليوم و مع اقتراب الموعد الانتخابي ، البعض من انصار النهضة و الحكومة ليحدثونا عن النجاحات و عن الانجازات الوهمية ، و في هذا الصدد و كما ذكرت في اول المقال فأن مكاسب الحرية و التعددية السياسية ، لم تساهم فيها لا النهضة و لا جل اعضاء حزب الحكومة الذين ربما كان لهم تاريخ حافل صلب الشعب التجمعية و المهنية . في ظل سباتنا العميق و فرجتنا على ماساة الوطن ، لا أقول سوى ، لك الله يا تونس . ناشط سياسي مستقل