اختطفت يد المنون يوم الخميس20جوان الجاري الباحث الجزائري والاستاذ الجامعي اللامع الدكتور محمد بن بريكة (استاذ محاضر في التصوف الاسلامي والفلسفة الاسلامية بجامعة الجزائر) رحمه الله واسكنه فراديس جنانه عن سن الستين من عمره الذي كان مليئا بالعطاء العلمي والفكري المتميز والذي بدا منذ ان التحق بالجامعة الجزائرية في سن الثانية والعشرين '(وهو بذلك اصغر استاذ جامعي في الجزائر) وقد تميز الفقيد بالنجابة والتفوق منذ صغره وهو المنحدر من اسرة علمية عريقة في منطقة بسكرة مدينة سيدي عقبة نشا بين احضانها يكرع من معين العلم الشرعي الديني ويستزيد منه على مر الايام والسنوات حتى اصبح من اعلامه تشهد على ذلك ابحاثه ودراساته ومحاضراته ومداخلاته في ماعقد في السنوات الاخيرة من ملتقيات وندوات ومؤتمرات في الجزائر في مختلف مدنها وولاياتها وخارج الجزائر يشارك فيها فكان رحمه الله النجم الساطع في سماء الجزائر يزين كل ذلك خلق رضي وتواضع جم كان رحمه الله يطل من خلال القنوات الجزائرية فيثري المشهد بمداخلاته التي تشد إليه النظارة والمستمعين اختار الدكتور محمد بن بريكة رحمه الله مجال التربية الروحية والتزكية القلبية ومايعرف بالتصوف والسلوك اوقل الجانب المتوج للاسلام أي الاحسان ليوليه اهتمامه ويكرس في سبيل التعريف به وخدمته وخدمة اهله حياته بكل الوسائل المتاحة واسس رحمه الله للتعريف به وتجليته والاشادة برجالاته المخابر البحثية في الجامعة الجزائرية وتخرج على يديه جيل من الاساتذة الجامعيين والباحثين الجادين الذين اعدوا باشرافه وتاطيره الاطروحات الجامعية و الذين قاموا إلى جانبه بمهمة الدفاع عن خصوصيا ت الاسلام المغاربي السني المالكي الاشعري الجنيدي الذي تصدى بلغة العلم والفكر والحجة والبرهان للدعوات المتقمصة للاسلام والمكتسحة للساحة المغاربية بدعوى تصحيح العقيدة ومحاربة الشرك والبدع والتي يغلب عليها التعصب والتطرف الذين كان نتيجة لهما الارهاب الذي عانت الجزائرمن ويلاته في ا لعشرية السوداء كان الدكتور محمد بن بريكة رحمه الله لسان الرحمة والمحبة والصفاء والسماحة والوسطية والحكمة والموعظة الحسنة في كل المحافل والمنتديات وكان رحمه الله مطلعا الاطلاع الواسع على الارث الثقافي والروحي للغرب الاسلامي العميق الاغوار الثري بالعطاء المعرفي وكان المبشر والمعرف بكنوزه من خلال ابحاثه العلمية الاكاديمية الموسوعية وفي هذا الصدد بدا بانجاز مشروع موسوعة اصدر اجزاءها الاولى والتي تحمل عنوان (موسوعة الحبيب للدراسات الصوفية التصوف الاسلامي من الرمز إلى العرفان) تولت نشرها دار المتون للنشر والترجمة والطباعة والتوزيع بالجزائر سنة1427ه الموافق2006م قد تفضل رحمه الله باهدائي الكتاب الأول منها ممهورا بامضائه اهداء في كلمات رقيقة لطيفة معبرة عن مشاعر ود ومحبة وتقدير لشخصي المتواضع ولتونس واهلها وعلمائها وحرص على تسليمه الي في منزل الصديق العزيز العارف بالله سيدي عبد المجيد الحملاوي رحمه الله بحضور الفاضل العالم الاستالذ عبد الباقي مفتاح حفظه الله تعرفت على الدكتور محمد بن بريكة رحمه الله في احد الملتقيات العلمية التي شاركت فيها قبل اكثر من عشر سنوات في الجزائر وشدني إلى الرجل خلقه وعلمه وحيويته وحركيته ومتابعته لاوضاع الامة وسعيه إلى البذل والعطاء وحرصه على التواصل والتقينا مرة اخرى في المغرب في احدى الندوات وظللت اتابع باهتمام انشطته المكثفة والتي تجلت بالخصوص في اشرافه العلمي على ما فتئت تعقده الزوايا الجزائرية الكبرى في مختلف جهات الجزائر من ملتقيات وندوات دولية يدعى إليها كبار الشخصيات العلمية والدينية من الدول العربية والاسلامية ومن البلدان الاوروبية وكان يقوم بهذه المهمة احسن قيام يزين ذلك بسعة الاطلاع وفصاحة اللسان كما كان رحمه الله لعدة سنوات المحاضر في الدروس المحمدية التى تحتضنها الزاوية البلقايدية باشراف شيخها سيدي عبد اللطيف بلقايد مد الله في انفاسه في مقرها الاصلي في وهران والتي تنقلها للنظارة الفضائية الجزائرية للقران الكريم وتعمم الاستفادة منهاالفضاءات الالكترونية(يوتيب وفايسبوك وغيرهما...) رحم الله الدكتور محمد بن بريكة واسكنه فراديس جنانه فقد رحل إلى دار البقاء وهو في اوج العطاء والساحة العلمية والفكرية والدينية الروحية في امس الحاجة إليه ولكن لاراد لقضاء الله وانا لله وانا إليه راجعون فجازاه الله عما اسداه من جهود مخلصة في خدمة الامة ودينها خير الجزاء ورزق اسرته واهله وزملاءه وتلاميذه واصدقاءه وكل الجزائرجميل الصبر والسلوان