إذا صحت المعلومات المتعلقة بالتقارب بين قلب تونس و تحيا تونس ونداء حافظ ، و هو في رأيي لأمر غير مستبعد بل متوقع بشدة بالنظر لطبيعة الاحزاب المعنية ومحدودية ثقافتها السياسية والسمة الانتهازية و الوصولية الطاغية على أعضائها و مكوناتها، وإذا اخذنا بعين الاعتبار من ناحية ما حصل من سطو والتفاف لمكتب النهضة التنفيذي على النتائج الشرعية الانتخابية الجهوية و المحلية و من ناحية أخرى نتائج مختلف مؤسسات سبر الاراء و التي لا يمكن الا ان تعزز مكانة من حل في المراتب الاولى بالنظر للتعاطف الشعبي المتوقع أثر محاولة الاقصاء الفاشلة التي تعرضوا لها ، فاني أتوقع منطقيا ، ان تدفع حركة النهضة ثمن الاخفاقات الحكومية و ثمن مراهنتها على من سبق و عض اليد التي جعلت منه شخصية مشهورة و مرموقة بعد أن كان نكرة و ثمن ترددها في التحول و لو بقرار فوقي لحزب مدني ديموقراطي محافظ ، باهضا و قد لا ابالغ اذا قلت ان النتائج يمكن ان تمتد لحد انقسام الحركة و تشرذمها و حتى اندثارها في مستقبل قريب . انها نتيجة حتمية لخيارات استراتيجية خاطئة و لسذاجة سياسية ، لا تختص بها في الحقيقة حركة النهضة ، بل جل حركات الاسلام السياسي في العالم و على راسها حزب العدالة و التنمية التركي و زعيمه الدكتاتور اردوغان و انظروا لحجم المشاكل و الصراعات التي اقحم فيها الأخير حزبه ووطنه لنتاكد من عدم اهلية ما يسمى بالاسلاميين، المغلبين لانتماءاتهم التنظيمية الدولية على حساب انتمائاتهم الوطنية ، لقيادة دولهم و تكريس ديموقراطية يؤمنون بانها لا يمكن ان تكون مطلقة بل بالضرورة محدودة بهياكل موازية أو فوق دستورية و قانونية تتصرف في النتائج الانتخابية حسب اهوائها الشخصية و حساباتها الايديولوجية . على كل حال فعسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم ، و لعلها فرصة اخيرة ليقتنع اسلاميو تونس ان تحول النهضة لحزب مدني ديموقراطي محافظ و تخلي قواعدها عن وثوقيتهم المطلقة و عن غرورهم و قطيعتهم و عزلتهم المجتمعية ، هو الطريق الانسب و الأفضل لهم و لتونس، التي لن تحيد بحول الله عن خيار الصبر على ابنائها بعيدا عن الاقصاء و الاستئصال . ناشط سياسي مستقل.