يبدو أن النادي البنزرتي بادارته المسيرة الحالية في طريقه إلى أن يخسر لحظة تاريخية أتاحتها له الثورة الشعبية ونعني بها عدم استثمار موعد الجلسة العامة الانتخابية ليوم 8 أفريل المقبل لتأكيد أن السي آبي فعلا مدرسة للديمقراطية والشفافية وخاصة المصداقية، وإلا بماذا يفسر نائب الرئيس المنسحب ثم العائد مساء يوم 12 مارس الفارط وبقية أعضاده في الادارة المؤقتة لقاءهم بعدد من المسيرين السابقين منتصف يوم الأحد الفارط لدراسة واختيار اسم الرئيس المرتقب للنادي ونائبه وكل ذلك في مقر النادي في الوقت الذي كان فيه الدكتور وعضوا الهيئة اللذين كانا معه مطالبين باعداد العدة المادية والأدبية لعقد الجلسة دون تدخل مباشر منهم أو محاولة التفاف على العملية الانتخابية المرتقبة، ولو ان البعض حدثني بأن هؤلاء كان هدفهم ساميا ونبيلا في عقد ذلك الاجتماع وهو السعي للتقليص من هوّة الانشقاقات التي باتت واضحة في صفوف «نجوم النادي» والتوصل لحل توافقي ولكن الحقيقة أن وراء كل نية سليمة أيضا اجراءات عملية سليمة ومنها أنه كان على ثلاثي الادارة الحالية دعوة كل المترشحين لتلك الجلسة والحديث علنا بحضور الجميع في كل المسائل، ولكن الذي جرى معاكس تماما لما قيل وهو ما يؤكد رأينا في الاشارة إلى وجود أطراف تسعى لعرقلة العملية الانتخابية التي يريدها جميع الأحباء تاريخية بأتم معنى الكلمة من الناحية الايجابية لاجلسة تعيين مثلما كان يحدث سابقا وهنا قد لا نستغرب من دعوة الجماهير لتشكيل لجنة جهوية لحماية الجلسة العامة الانتخابية من هذه المحاولات الانقلابية الناعمة في مظهرها والخطيرة في مضمونها ولو إن لجنة «ال25» قد شكلت لجنة لاعداد الانتخابات ومراقبتها ودراسة الترشحات والتي نرجو أن تقوم بعملها الأساسي هذه المرة ولا تكون «لجنة سلحفاة» شعارها شاهد ماشافشي حاجة». إنفعال: لئن خلف ترشح الدكتور الشريف لخطة نائب رئيس شعورا بالرضى لدى الكثير من الأحباء والمتتبعين للمشهد الرياضي البنزرتي لما عرف به الدكتور من محبة وغيرة وجدية في عمله داخل النادي خاصة في خطته كرئيس للجنة الطيبة وأحد الأعضاء الفاعلين في الادارات التي عمل بها سابقا، إلا أن ترشح السيد خالد التراس ورغم مباركة شق هام من هؤلاء قراره السعي للفوز بمقعد رئيس «السي ابي» إلا أن عددا من المتتبعين ولاسيما المترشحون المنافسون عبروا عن عدم الرضى على ترشح التراس بتعلة أنه فرد من الأسرة المسيرة حاليا للنادي وكان الاجدر به أن يركز عمله مع بقية الاعضاء في حسن الاعداد للجلسة العامة الانتخابية وضمان يسرها طبيعيا وخاصة المرور بها لبر الأمان في توقيت حساس لا أن يعمد لتطبيق مقولة «أنا الخصم والحكم» هذا بالاضافة لما رأوا في ترشح السيد التراس من تكريس لعدم جدية الهيئة الحالية في التعاطي مع الشأن الرياضي ببنزرت واعتبار قراره ذلك نتاج للجلسة التي عقدها رفقة نائب الرئيس وثلة من الأفراد المسيرة للنادي سابقا وهذا حسب قولهم فيه مصداقية العملية الانتخابية التي سيقبل عليها النادي يوم 8 أفريل المقبل إن لم يحدث طارئ وتؤجل لموعد لاحق... وهي آراء ومواقف جديرة بالاهتمام والمتابعة بكل تأكيد والحديث بشأنها «جماعة» وعلى الطاولة بحضور «الكل» وهو مفتاح النجاح لاذابة كل خلاف حولها حتى تتحقق فعلا لاقولا هذه المرة رغبة خدمة السي آبي واعلاء شأنه بعد أن كانت مطية لتحقيق الأهداف والرغبات الشخصية سياسية كانت أو مهنية أو غيرها، وهذا واقع سنعود إليه بالتفصيل والأسماء، لجان وكفى انطلق المترشحون لرئاسة النادي في الاعلان عن بعض مشاريع أفكارهم أو رغباتهم التي سيسعون لتحقيقها متى كتب لهم الفوز بمنصب الادارة لكن المتأمل في تلك المشاريع مع الأسف أنها بقيت عادية جدا إن لم نقل سطحية وتتعامل مع الجماهير بأسلوب التنويم المغناطيسي واعتماد طريقة «سنعمل على» وسنحاول أن» و«ننتظر دعمكم ومساعدتكم» وخاصة الاعتماد على نفس خطاب المسيرين السابقين الغارق في الضبابية وعدم الوضوح هذا من ناحية ومن جهة أخرى لاحظنا محاولة عدد من المترشحين القفز على الأحداث وتقديم أنفسهم على طريقة «المهدي المنتظر» وأن الرغبة في إدارة النادي ليست شخصية بقدر ماهي «نزولا عند رغبة الجماهير أو البعض منهم» وأنه «نداء للواجب» وهو ما يعني ضمنيا التحضير من هؤلاء لارضية ومسلك الخروج من الباب الكبير في حالة الاخفاق مستقبلا وعدم المساءلة كما عمد البعض في توجيه الرأي العام لاختيار أسلوب «اللجان» في حين يعلم الواحد منا أنه متى أراد ضمان الاخفاق وعدم النجاح في كل عمل عليه بتكوين لجنة له.. كلام الليل خلال الجلسة العامة التقييمية الفارطة أكد رئيس النادي آنذاك أنه سعيد جدا بأنه توصل لجمع قرابة 18 شخصية في الهيئة بامكان أي واحد منهم أن يكون الرئيس المرتقب للسي آبي من بعده وأنه يملك كل المواصفات المطلوبة لقيادة النادي والقطع مع اخفاقات الرؤساء السابقين، لكن واقع الأمور وحال النادي هذه الأيام يبين أن ذلك الكلام كان من قبيل كلام الليل المدهون بالزبدة أو المارڤرين فهاهي الأيام والانفلات الاداري وحالة العجز التي أظهرها كل هؤلاء في حسن قيادة فترة انتقالية لم تتجاوز الشهرين، تثبت العكس وتؤكد كذلك مسألة جذرية وهي أن لاشيء تغير في «السي آبي» باستثناء اللغة. فراغ تحول وسط الاسبوع الفارط المدير الرياضي يوسف الزواوي لفريق الاتفاق السعودي حيث أمضى معه عقدا بموسمين وبالتالي ترك مثلما كان منتظرا ناديه في فترة حساسة حيث لا مسؤول ولاقيادي حكيم بامكانه السيطرة على الفريق وحسن تأطيره إلى غاية ترتيب البيت البنزرتي قبل عودة البطولة وبالتالي ترك الزواوي الحبل على الغارب وتلميذه ماهر الكنزاري في مواجهة عناصر صعبة الترويض على جميع المستويات خاصة وهي التي بدأت حملة المطالبة بمنح سابقة، ويبقى السؤال المطروح هل سيتمكن الكنزاري من حسن سد الشغور الذي تركه الزواوي أم أنه قد يتعرض لحملة «Dégage» من عناصره متى حاول السيطرة على هؤلاء مثلما نجح أستاذه.