نفس الغلطة التي وقع فيها بن علي كررها يوسف الشاهد ولعلها الغلطة التي ستؤجل نجاحه السياسي باعتبار ان مستقبله امامه وليس وراءه .. غلطة بن علي انه ساعد على تحويل البعض من غاضبين عاديين يوجدون في كل زمان ومكان الى ابطال وزعماء وضحايا تعاطف معهم الداخل والخارج بينما كان بامكانه ان يتجاهلهم ...ويترك الزمن يتولى اسكاتهم وادخالهم غياهب النسيان ولكنه اخطا بادخالهم السجون ..وملاحقتهم ...والدخول معهم في معارك ... نفس الغلطة ارتكبها الشاهد مع نبيل القروي ...لقد دخل معه في معركة ...وتطورت المعركة الى صراع ...وشاءت الاقدار ان يثير القضاء قضيته في الوقت القاتل ولم يكن من السهل اقناع الراي العام بان الشاهد لا دخل له في ادخال القروي للسجن ...ولم يهضم الناس ان القضاء مستقل ووان الشاهد لا يمكنه التدخل فيه ...ولذلك تسجلت قضية القروي على حساب الشاهد ...ان الشاهد اخطا منذ البداية مع القروي وماكن له ان يدخل في حرب معه فهذا النوع من الحروب لا يمكن ان يكون الا من صنف السحر الذي ينقلب على الساحر ...هكذا علمنا التاريخ ...ولكن يبدو ان الشاهد يعاني من نقطة ضعف وهي عدم قراءته للتاريخ قراءة جيدة ...وعميقة ...والسياسي الناجح هو من يتعلم دروسه الاساسية في مدرسة التاريخ ...