امس ودعتنا جريدة "الحياة " في نسختها التي تصدر في لندن وتوزع في العالم العربي واوروبا بعد ان ودعتنا منذ حوالي السنة في نسختها اللبنانية ...وهكذا تختفي صحيفة عربية اخرى من اعرق الصحف العربية بعد ان اصبحت الصحافة الورقية " سلعة " قديمة ...و"بايتة" ...ومنبوذة ...وفقدت جدواها وصلاحيتها ودورها ....وغربت شمسها تماما ...فاليوم لم يعد للحبر والورق من بد الا الاختفاء والاعتراف بالهزيمة امام الفايسبوك ...والانترنات...والفضائيات ...والانسحاب بكل "رجولية" من حياة الناس بعد ان تركوه ...وهجروه ...و"بعثوه " ...واستبدلوه بما هو اسرع ...وانجع ...وببلاش ...ودون مقابل ...وبوبلاش دائما جذاب ومحبوب ويلقى الاقبال الواسع ... وجريدة " الحياة " جزء من تجربتي ...ومهنتي ...ومحنتي ...وجنوني ....ورغم انني اكملت تعليمي المهني في مدرسة "النهار"اللبنانية العظيمة الا انني احب "الحياة" وتعرفت عليها قبل ان اتعرف على "النهار" ...تعرفت عليها ايام مؤسسها كامل مروة رحمة الله عليه الذي غدروا به واغتالوه على حين غفلة برصاصات دوت في كل السماوات العربية ...واغتالوا قلمه واسكتوه بكل وحشية ضمن معارك الاوهام التي كثيرا ماعصفت بنا نحن العرب والهتنا عن معاركنا الحقيقية وحكمت علينا بان نبقى الى يوم الناس هذا على هامش العصر ...وخارج الحضارة ...بل حتى خارج دائرة الاخلاق ...وكثيرا ماننسى انما الامم بقيت ما بقيت اخلاقها .. امس مت قليلا بموت "الحياة"....فانا كائن من حبر وورق ...ولا حياة لي الا وانا ارقص بقلمي وقلبي وكياني فوق الورق ...ومع كل موت صحيفة عربية اخطو خطوة نحو الرحيل الذي لا عودة منه ...ومن شب على شيء ...وقد حاولت ان امارس واهوى الصحافة الالكترونية فوجدتني اعافها وكانني امام صحن كسكسي بالحلوف فلا نكهة ...ولا طعم ...ولا لذة ... وصدق من قال لا حب الا للحبيب الاول ...