أنا تونسي المولد، عروبي المنبت، إسلامي الهوى والعقيدة، وفي سبيل موطني وعقيدتي ومنبتي، دهاليز السجون ومحافل أمن الدولة تعرفني، وكذا التهديد والوعيد بالإعدام وحبل المشانق، وقد تربيت على خلق سيد الخلق، وعلى سنته الشريفة، أقول لمن أحسن أحسنت، ولمن أساء أسأت، ولا أخاف في الله لومة لائم أقول إلى هؤلاء الذين ادّعوا حسن الإسلام، وقد قسّموا المسلمين إلى مذاهب وطوائف، ووزعوا شهائد الكفر والإيمان بين الناس، وحرّضوا على قتل بعضهم البعض، وادعوا العروبة، وقد وضعوا أنفسهم ومقدرات شعوبهم حطبا لصراع غير العرب، ووالوا اليهود، وبرّروا عمالتهم لبني صهيون بإكراهات السياسة وفقه الواقع... أقول لهؤلاء: إنكم مفلسون، لا مشروع حضاري لكم، لقد اكتفيتم بأن تكونوا حطبا لصراع الكبار فإن كان للأمريكان مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وللروس مشروع "القياصرة الجدد"، وللصهاينة مشروع "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، وللإيرانيين مشروع "الأمة العظمى"، وللأتراك مشروع "السلطنة العثمانية"، فأنتم حطب صراع هؤلاء جميعا، ومشروعكم هو "الدمار الذاتي"، تدمرون الأوطان العربية والإسلامية، وتعيدون قدرات الدولة العسكرية والإقتصادية والعلمية إلى ما يشبه العدم إنكم لا شيء قولوا عني ما شئتم، وانسبوني إلى ما شئتم، فلن تغيّروا شيئا من جرأتي ومن عقيدتي، واللهَ أسأل أن يقتص منكم، لي ولمن دمرتم من الدول، يوم لا ينفع مال ولا بنون، ولا شيخ ولا بنو صهيون...