في صفاقس مستشفى الهادي شاكر وفي صفاقس مستشفى الحبيب بورڤيبة، وكل منهما فيها عائلة الصحة تطيّب وتداوي مرضى من صفاقس ومرضى من الجنوب التونسي ومرضى من ليبيا، بارك الله لنا فيهم. عائلة الصحة في هذه المستشفى وتلك تتألف من أطباء، وممرّضين وممرّضات ومرضى. في هذه العائلة حدث خلاف بين الاطباء والاطار شبه الطبي، وقد نشر عبر وسائل الاعلام كل من الطرفين نظرته للخلاف وأسبابه ولذلك فأنا لا أتوقف عندها. ولكنني أتوقف مع المرضى الذين يحتاجون الى من يكشف عن أمراضهم ويحدد لكل داء دواء. أتوقف مع المرضى الذين يدخلون المستشفى بحثا عن الطبيب فلا يجدونه، لماذا؟ لأن الاطباء في حالة اضراب احتجاج على نقابة الممرضين وفي اضراب دفاعا عن حرمتهم ومكانتهم. والاضراب دام أياما وقد يتواصل وتواصل وسائل الاعلام نشر أخباره ونحن نحترم موقف من يطالب بحقه. وأنا أعلم أن السلط الجهوية ممثلة في السيد الوالي وأعضاده قد عرضوا وساطتهم بين الطرفين، وعرضوا حلولا ترضي الطرفين ولكن الاضراب مازال متواصلا لأن الحلول لم ترض عائلة الصحة مع الاشارة الى أن كل مريض حالته الصحية استعجالية يجد الطبيب المداوي. من هنا أخذت الانظار تتجه نحو وزيرة الصحة وهي في مكتبها تصلها أخبار الخلاف. من هنا أخذ المرضى وأهلوهم يتساءلون: أين هي وزيرة الصحّة؟ أليس من واجبها الوطني ومن الامانة والمسؤولية الانسانية الصحية التي تحمّلتها وأشهدت الله عليها وهي تحلف يمين التولية أن تتدخل في هذا الخلاف؟ أليس من واجبها أن تسرع بالسفر الى صفاقس وتعقد اجتماعات بممثلي الطرفين وتعرض بحكمتها حلا انسانيا مسؤولا شريفا عادلا يرضي الضمائر الطبية الصافية ويعيد كل طرف الى موقعه في المستشفى يؤدي رسالته الانسانية التي لا يستغني عنها أي مريض؟ كلنا نعلم أن الوزيرة أمامها جبال من المشاكل والمسائل ولكننا نعلم أنه مما لا يليق في عهد ثورة الكرامة أن تبقى الخلافات في مركزين صحيين كبيرين في مدينة صفاقس معطلين وهي لا تتحرّك ولا تسرع ببعث الحركة فيهما. هل للسيدة الوزيرة رأي آخر؟ هل لها من الخلاف موقف آخر؟ ما هو؟ هل تخرج من صمتها وتفيدنا عبر وسائل الاعلام بجواب وبيان؟ أم أنها لم تجد الجواب الشافي والحل ولذلك سكتت؟ أسأل وأحب أن أفهم. أحب أن أفهم: محمد الحبيب السلامي