القاضي : يا بنتي كيف نطلق سراحك اليوم وين باش تمشي؟... المتّهمة : بربّي سيّدي الرّئيس ابعثني إلى مركز الإيواء ... سأنقل لكم بعض تفاصيل محاكمة شابّة تونسيّة اليوم الخميس 23 جانفي 2020 في المحكمة الإبتدائيّة بسوسة...خرجت من القاعة حزينا أجتهد من أجل منع انفلات دمعة تفضحني بين الحضور...على غير العادة سأنقل لكم بأمانة ما حدث و أمتنع عن التّعليق لأنّ كمّ الحزن المعشّش بداخلي قد أربكني وأفقدني توازني وأخشى أن أفقد سيطرتي على قلمي فيقول ما لا يُقال... ...الرّئيس: أنت متّهمة بمحاولة سرقة بنك و..... المتّهمة : أنا كذبت على نفسي ... الرّئيس : دعيني أعرض عليك تهمتك و لا تقطعي عليّ حديثي... المتّهمة : تهمتي الأولى إضرام النّار في باب الفرع البنكي...و تهمتي الثانية بنيّة السّرقة فهذه كذبة أردتها لنفسها... الرّئيس: لاباس أنت يا بنتي ؟...ربّما نحتاج لعرضك على طبيب نفسي...هل مرضت بالأعصاب من قبل ؟ المتّهمة : سيّدي الرّئيس أنا في كامل مداركي العقليّة و لكنّي فاقدة للسّند العائلي و الشّارع هو دارنا... اعترف أنّني تعمّدت سكب قليل من البنزين على باب الفرع البنكي و هربت و سرعان ما أطفأه الحارس...و لكن لا نيّة لي للسّرقة و لم أخطّط لذلك و لم أحاول أصلا تجاوز باب الفرع البنكي و ما ذكرته أثناء التّحقيق من اعترافات كنت أكذب... الرّئيس : لماذا فعلت ذلك ؟ المتّهمة : ضاقت بيّ سيّدي الرّئيس الرّئيس: و كيف باش نسيّبك اليوم وين باش تمشي ؟ المتّهمة : بربّي سيّدي الرّئيس ابعثني لمركز الإيواء .. الرّئيس : و قبل أن تتورّطي في هذه التّهمة أين كنت ؟ المتّهمة : كنت لازلت خارجة من السّجن...تخاصمت مع أخي فضربته بسكين و اتهمت بمحاولة القتل و حوكمت بخمسة سنوات سجنا قضيت منها أربعة سنوات ...