هل قدر فلسطين أن تمشي بين الألغام و هل قدرها أن يتّم التلاعب بمصيرها و بمستقبلها و بمستقبل أجيالها و بأرضها و بعرضها و بزيتونها و بتاريخها و بأماكنها المقدسة و أن تظلّ غارقة في دموعها و عويل نسائها و صياح أطفالها و استشهاد رجالها و الاستيلاء على أراضيها و تشريد أهلها و الزج بكل نفس تحررية في السجون و ابعاد كلّ من قال لا للظلم و لا للاستعمار و لا للعنصرية و لا للغطرسة و لا للهيمنة و لا لسفك الدماء الزكية و لا لإرهاب دولة بني صهيون...؟ هذا هو حال فلسطين أمس و اليوم، و حتى الغد لم يمنع المستعمرين الجدد من الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني في العيش في دولة مستقلة عاصمتها القدس و قد استكثر عليها ذلك أعظم دولة تدعي رفع شعار حقوق الانسان و تؤمن بالحرّية؟ نعم هذه هي الإدارة الأمريكية الحالية، المتحيّزة للكيان الصهيون الغاصب و المجرم، تواصل اليوم اعطاء من لا يملك كلّ شيء على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الأرض و التاريخ و الجغرافيا و المقدسات حيث كانت آخر رقصات البهلواني " ترامب " محاولته فرض ما يسميه هو " بصفقة العصر " بكل صفاقة و ضحك على ذقون لا الفلسطينيين فحسب بل على ذقون كلّ العرب و أيضا المسلمين و يدّعي "على أنّها الفرصة الأخيرة بعد أن فشلت الوعود السابقة في ايجاد حلّ للمعضلة الفلسطينية " و هنا نقول لهذا المعتوه و لمن أيّده في خطته المشؤومة و أنّ أمره بات مكشوفا و بالتالي فهو يرمي من وراء اقتراح خطته هذه و في هذا التوقيت بالذات إلى امكانية التخلص من المحاكمة التي يخضع لها من قبل الكونغرس و بالتالي الهروب إلى الأمام للتفصي ممّا ينتظره من الأسوأ و أيضا يبحث على حلّ لصديقة " ناتنياهو " لإخراجه هو الآخر من مستنقعه الداخلي الذي ترّدى فيه حيث هو أيضا مهدد بقضايا فساد، قد تزج به في السجن لسنوات طويلة، بالرغم ما تروّج له الإدارة الأمريكية بوصف خطة " ترامب " بكونها " صفقة القرن " و هي الفرصة الأخيرة للفلسطنييين...؟ و بالتالي نقول، ليحلم " ترامب " كما يشاء من الأحلام و " منامات العتارس " و لكن المؤكد و أنّ كلّ أحلامه ستتكّسر على صخرة صلابة الموقف الفلسطيني و قد تجسّد ذلك و بسرعة على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال " إنّها صفعة القرن و لا صفقة القرن فلتذهب خطتكم إلى مزابل التاريخ و فلسطين و القدس ليستا للبيع و لا قبول لأيّ خطة إلاّ على أساس حدود سنة 1967 طبقا لقرار الأممالمتحدة 242 " و أيضا ردّة فعل الشعب الفلسطيني و خروجه للتنديد بهذه الصفقة الملعونة و بصدور عارية رغم مواجهته بالنار و الحديد من قبل الآلة الصهيو - أمريكية بل ما يثلج الصدر أيضا هو حضور كل الأطياف الفلسطينية من حماس و الجهاد و فتح و غيرها و على كلمة واحدة و موحدة في رفضهم لهذا المقترح الأمريكي / الصهيوني الخطير الذي ستكون من نتائجه أوّلا و أخيرا هو القضاء على كلّ حلم للفلسطينيين في العيش في ظل دولة فلسطينية مستقلة بما تحمله كلمة " مستقلة " من معنى السيادة و حرية القرار؟ و حتّى نبني على هذا الأساس نقول أوّلا على الشعب الفلسطيني اليوم و ليس غدا جعل حدّ لانقسامهم . وثانيا عودة الحراك الشعبي الفلسطيني حتى يستنزف العدو و يجعله في حيرة من أمره، أ و ليس هو شعب الجبارين كما وصف القائد الراحل ياسر عرفات؟ و ثالثا، لابدّ من مواصلة كفاح السلطة و الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل المتاحة بعد هذا اللغو الأمريكي المقيت بالقضاء على كل حلم فلسطيني بإقامة دولة فلسطين.