على خلاف الكثير من الضيوف الذين استضافتهم مريم بالقاضي للحديث حول فيروس كورونا المستجد والذين احتكموا إلى خلفيتهم الايديولوجية وتحدثوا بحديث فيه الكثير الحسابات السياسية وعلى عكس الكثير من الشخصيات الحزبية وغير الحزبية الذين نزلوا ضيوفا في حصة " تونس اليوم " التي تبث على قناة الحوار التونسي وقدموا خطابات مخيفة تبعث عن اليأس وإحباط العزائم والتقليل من الجهد المبذول في علاقة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومن ورائها وزارة الصحة في محاصرة جائحة كوفيد 19 التي حيرت العالم وجعلت البشرية بأكملها عاجزة أمامها وأدخلت العلماء في كل الدول في سباق محموم للوصول إلى اكتشاف دواء أو لقاح في أسرع وقت ممكن للتخلص من هذه الجائحة التي باتت تهدد الإنسانية في وجودها بعد أن تحولت أوروبا وأمريكا إلى بؤر لانتشار الوباء الذي قال عنه العلماء بأنه أذكرى من العقل البشري واستطاع إلى حد الآن أن يتغلب على الذكاء الانساني وعلى كل ما وصلت إليه الانسانية من معرفة علمية وتقدم تكنولوجي مذهل ، على عكس كل هؤلاء الذين اتعبوا رؤوسنا بصياحهم وجدالهم واتهاماتهم وتوظيفهم السياسي تكلم الدكتور الهاشمي الوزير مدير معهد باستور بتونس بكثير من هدوء العارف وثقة العالم وقدم رؤية علمية طبية فيها الكثير من المعرفة والمكاشفة تبعث في نفس المتابع الكثير من الراحة والتفاؤل والطمأنينة والثقة في كون الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في مواجهة هذا الوباء في طريقها الصحيح وفي قدرتها على جعل البلاد تتخطى خطورة هذا الفيروس بأقل أضرار بشرية ممكنة . في هذه الحصة قال الدكتور الهاشمي الوزير لا يجب أن نهول الأمور أكثر من اللزوم وعلينا أن ننظر إلى مسألة انتشار وباء كورونا في تونس وموضوع عدد الإصابات بالعدوى التي حصلت بنظرة متفائلة وموضوعية فاعتبر أن وضعنا مقارنة بما يحصل في الكثير من دول العالم وضع معقول ومقبول كما أن تقدم انتشار الوباء وارتفاع عدد المصابين به بعد وصول نتائج التحاليل متوقع وهي حالة موجودة في كل الدول والمهم أن وضعنا الصحي إزاء هذا الوباء هو وضع طبيعي ومتوقع وهو وضع يسير في الطريق الذي توقعناه لقد كنا منذ الوهلة الأولى مستعدين لهذه الجائحة وتم أخذها بكل جدية وتم وضع سياسة طبية تقوم على معاينة الحالات المصابة وانتظار التطورات المحتملة ومطالبة المصابين بلزوم منازلهم وعدم الذهاب إلى أقسام الاستعجالي والاتصال برقم 190 حتى يتم إجراء التحليل اللازم والتعهد بالعلاج مع وضع كل الامكانيات المتوفرة لمحاصرة الظاهرة من معدات طبية وتحاليل مخبرية وأقسام انعاش وإجراءات أخرى اتخذتها الحكومة لكن هذه السياسة الصحية حصل لها اضطراب وبعض الخلل نتيجة قدوم الوافيين من الخارج وعودة التونسيين المتواجدين في بلدان أجنبية حيث كان يمكن أن نتحكم في الاصابات في الداخل لولا عودة أعداد كبيرة من التونسيين والذين تسببوا في حصول هذا الاضطراب في السياسة التي وضعت فما تمت ملاحظته هو أن قرابة ثلثي المصابين بالفيروس والذين تسببوا في انتشاره كانوا حالات وافدة من الخارج ولعل ذلك يعود إلى أن التحاليل لم تكن حينها متوفرة بالقدر الكافي ولم يكن ممكنا من الدولة أن تغلق الحدود وهذه مسألة دقيقة وصعبة أحرجت كل الدول في العالم ولكن المهم أن الحكومة قد تداركت أمرها فيما بعد وقامت بتعديل هذه السياسة باتخاذ اجراءات أكثر صرامة وحزم . أما بخصوص موضوع التقييم "depistage " وإجراء التحاليل اللازمة على المصابين بالقدر المطلوب فهي مسألة اشتكت منها كل الدول وتونس ليست أسوأ حالا من بقية دول العالم حيث شكلت مسألة توفر التحاليل إحراجا للكثير من الدول فاليوم دول متقدمة مثل فرنسا والتي تتوفر على امكانيات أكبر من تونس تقلقلت من نقص الامكانيات لإجراء العدد اللازم من التحاليل وبالتالي فإن تونس تعاملت مع موضوع التحاليل بالإمكانيات المتاحة خاصة إذا علمنا أن هذا الوباء هو وباء جديد وغير معروف ونوع التحاليل بشأنه قليلة والمخابر توفره شيئا فشيئا وبتقدم حالات الإصابات غير أن الجديد اليوم والذي اتفقنا عليه هو المرور إلى اعتماد نوعية جديدة من التحاليل تحصل بكيفية سريعة وهي غير مكلفة والانتقال إلى تكثيف التحاليل لتشمل حوالي 500 ألف شخص إلى مليون شخص بما يعادل 8 % من السكان وهذا رقم مهم في مواجهة هذا الوباء. وبخصوص الطبيب الفرنسي " ديدييه راؤول " مدير المعهد الاستشفائي الجامعي بمرسيليا والذي يدور حوله اليوم جدل كبير في العالم بسبب إعلانه أنه أجرى تجارب سريرية على المصابين بالفيروس أثبت بها أن دواء " الكلوروكين " الذي يستخدم في محاربة الفيروسات والذي استعمل قديما في وباء المالاريا يصلح في علاج المرضى بفيروس كورونا الجديد وقد أعطى نتائج جيدة وطالب باستعماله ، قال الهادي الوزير بأن المعطيات التي استقاها حول هذا الطبيب تقول بأن الرجل قامة علمية وهو طبيب معروف بكثرة أبحاثه وغزارة كتاباته العلمية ومقالاته المنشورة في دوريات محكمة أكثر من أن تحصى وهو كفاءة علمية من العيار الثقيل في مجاله و يعد مرجعا في اختصاصه وبالتالي ليس هناك ما يمنع من الاستماع إليه واعتماد مادة الكلوروكين في معالجة كل المرضى الذين يحتاجون هذا الدواء على أن يكون تحت رقابة ورعاية الطبيب المختص. ويبدو أنه حسب الدكتورة ريم عبد الملك المختصة في الأمراض الجرثومية التي كانت حاضرة في هذا البرنامج أن النية متجهة في قادم الأيام إلى الاعتماد على هذا الدواء واستعمال مادة الكلوركين في معالجة المصابين بفيروس كورونا على أن يكون ذلك تحت اشراف وبأمر من طبيب مختص وبخصوص هذا الدواء قالت ريم عبد الملك بأنه متوفر في تونس بكمية معتبرة وقد تم سحبه من الصيدليات نظرا لأن الكثير من المواطنين قد أقبلوا على شرائه بكميات كبيرة وتخزينه في منازلهم وسوف يعاد توزيعه ريثما تقرر الحكومة اعتماده في معالجة الحالات التي تستحق اعطائها هذا الدواء ..