عشرون سنة على وفاتك يا رئيس تونس الاول ...ابناؤك يذكرون اسمك ... يستهلمون فكرك .. يرددون خصالك ... يعدونك أن تونسك سوف تبقى... تلك التى سجنت انت سنوات من اجل ان تكون حرة ... و تعبت انت سنوات من اجل ان تكون دولة ... لن يفتحها فاتحون جدد ... لن تعود ولاية او إيالة ... لن تكون تحت خلافة أحد ... و لا مستعمرة لأحد... و لا تحت وصاية أحد ... لن تعود تونس الى الخرافات و لا الى العادات التي انهيتها ... تونس اليوم هي تونس العلوم ، و التجديد، و التفوق ... تونس سوف تبقى تونسية... لا شرقية و لا غربية... هويتها تونسية لغتها تونسية إسلامها تونسي ... طريقتها تونسية تلك التي اتبعتها بكل ما فيها من وسطية و إنفتاح و واقعية و مرحلية ... تحية إجلال اليك يا زعيم... لن ننساك ... سوف يعود مكانك كبيرا في الكتب المدرسية ... و نجعل منك المرجعية و الرمز في قصص الاطفال ... الشباب الذي لم يعرفك يريد ان يعرفك اليوم ... سئم من اسماء ليست منا و لم تولد في أرضنا و تمزق مرجعيتنا و وحدتنا ...انت الذي بنيت لنا المدارس و المستشفيات... علمتنا مجانا و أعتنيت بصحتنا... كانت التلاقيح في كل فصل و في مل مكان، و كان رجال التعليم مناضلي الصف الأول... انت الذي أعطيت الفرص لكل أطفال تونس فقراء و أغنياء على السواء للحصول على الوظائف و لبلوغ أعلى المراتب... انت الذي بنيت الدولة القوية و اسست لإدارة رائدة لولاها لما قدرت تونس اليوم على الصمود... انت الذي وضعت الاسس لإقتصاد قوي ...انت الذي كونت الأجيال الأولى لرجال الاعمال ... و لولا هم لما تواصلت الأجيال المنتجة و لما وصلت تونس إلى مراتب عليا في التنافسية و لما وجدنا المال للإنفاق الاجتماعي ... انت الذي جعلت اسم تونس مرتفعا بين الامم بمواقفك الشجاعة ... و بخطك الواضح غير المرتجل و غير المتذبذب ...انت الذي جعلت من جواز السفر وثيقة فخر نستظهر بها في كل الحدود... سوف تنتصر تونس على كل الاعداء و هم كما كنت تقول من الخارج و من الداخل .... سوف تبني وحدتها كما كنت تنادي ... سوف تستعيد استقرارها... سوف تعود تونس إلى الطريق الذي رسمته انت ... حاولوا الابتعاد ... لكن ما فلحوا ... حاولوا طرقا أخرى عرف الناس بعد سنوات قليلة انها ليست الطريق المؤدية إلى تونس ... تونس تتأقلم دون شك ... تصحح دون شك ... لكن الثوابت ثوابتك ... و المرجعية مرجعيتك ... سلام إليك يا زعيم الأمة...