لقد تذكرت هذا المثل التونسي الصادق الحكيم والذي اثبتت صدقه وحكمته الأيام لما علمت ان السياسي سي احمد نجيب الشابي قد انتقد بالفم واللسان ما اعتبره تشبه رئيس الجمهورية قيس سعيد وهو سياسي مثله وصاحب صنعته بعمربن الخطاب متهما اياه بخدمة صورته الشخصية لدى ضعاف الحال... وانني اسال سي الشابي في هذا المقال هذا السؤال لوكنت يا سي احمد نجيب ولو افترضنا جدلا انك فزت بمنصب رئيس الجمهورية في هذه البلاد افلا يمكن ان تفعل ما فعله الرئيس قيس سعيد وتتصل بالفقراء وضعاف الحال لتقدم لهم على مراى ومسمع من اعين واذان الناس الاعانات والتبرعات كما تشاء وكما تريد مقتديا ومتشبها بمن تراهم عندك جديرين بالاقتفاء وبالتقليد ؟ لقد كان يمكننا ان نقتنع وان نصدق عتابك ونقدك هذا لو وصلت الى منصب رئيس الجمهورية ولم نرك تفعل ما يخدم صورتك الشخصية لدى ضعاف الحال من الطبقة الكادحة الشعبية الزوالية اما ونحن مازلنا لم نرك في منصب الرئيس فنحن سنبقى في شك مما تقول ومما تنتقد الى ان نرى من حالك ما يخالف ذلك الذي تنتقده على هذا الرئيس قيس سعيد الم ينتقد بورقيبة رحمه الله قبلك ما عاشه البايات من البذخ ومن الاسراف ومن التظاهر بفعل الخير في الاعياد وفي كثير من المناسبات لكسب ود وتاييد ورضا ودعاء الفقراء والمساكين وضعاف الحال؟ ولكنه لما بلغ منصب الرئاسة نسي جميع وعوده باعانة الضعفاء والمحتاجين بل اصبح يعيش حياة المترفين والأغنياء والمسرفين حتى اصبحت اعياد ميلاده تقام لمدة شهر بحاله وينفق فيها ما شاء الله من الملايين وكل ذلك من عرق جبين الشعب وثروته وماله حتى فاض كاس الناس وثار هذا الشعب المسكين الذي وصل به الحال الى العجز حتى على كسب ثمن الخبزة وتوفير ادنى ما يطلبه العيال فخرج ثائرا مناديا بائسا يائسا(بورقيبة يا حنين الخبزة بثمانين)؟ اولم يعلن بورقيبة ذات يوم امام الناس وهو يروي صفحات من تاريخ حياته انه يشبه الزعيم يوغرطة الذي قاوم الرومان منذ سنين ولكنه لم ينهزم مثله في مقاومة استعمار الفرنسيين؟ فهل جادله في ذلك شجاعة وعلنا وجهرا احد من السياسيين؟ ام صفقوا له بضم الشمال الى اليمين و اعتبروه من الزعماء والقادة التاريخيين ؟ فلماذا يجادل الناس اليوم قيس سعيد وقد تشبه بعمر بن الخطاب فهل ما قام به يعد من المستحيل او من العجب العجاب؟ اولم ينتقد زين العابدين ايضا سياسة بورقية بعد ما اطاح به واعتبر عهده بعده عهد التجديد وعهد التغيير وتوزيع الخير الكثير ولكن ثبت للتونسيين بعد طول الزيف والتظاهر والتمويه والتدجيل ان عهده كان اتعس من عهد بورقيبة بكثير وليس بقليل في انتشار الرشوة وعموم الفساد وما لا يحصى ولا يعد من صور القهر والبطش والاذلال والاستغلال حتى ثار عليه ذات عشية وضحاها المنكوبون والمظلومون و ضعاف الحال واجبروه على الخروج مطرودا من هذه البلاد فارا بجلده وما رجع اليها بعد ذلك وما عاد؟ واخيرا هل انت في حاجة يا سي احمد نجيب الى من يذكرك بهذا الكلام وهذا التعبير وانت على ما يعلم التونسيون يا سي احمد شيخ في تاريخ السياسة التونسية بل انك مسموع في كثير من شؤونها ومطاع وذو باع فيها وذراع ...؟ وعلى كل حال فلا احسن من ان اختم هذا المقال بشيء حكيم من كتاب الله الذي قال فيه عن نفسه (ومن اصدق من الله قيلا) (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا).