بخصوص اللقاء الذي جمع ثلة من العاملين في الشأن الديني مع السيد رئيس الحكومة : بمبادرة من رئيس الحكومة وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية عقد لقاء بدارالضيافة بقرطاج يوم الخميس الفارط وكنت من الذين تم استدعائهم لهذا اللقاء . تحدث رئيس الحكومة وتطرق للوضع العام في البلاد و ضرورة الإسراع في الإصلاح وارجاع ثقة الشعب في مؤسسات الدولة ، واكد ان الإصلاح سيشمل ايضا القطاع الديني في البلاد . تطرق للوضع الصحي بالبلاد واعتبران المشايخ والعلماء والأئمة لهم دورهم في تحقيق الأمن الروحي وهم في الصفوف الأولى للمشاركة مع الدولة في مقاومة هذه الآفة . تحدث على الحجر الصحي وكان متأثرا بسبب غلق المساجد والذي سيتواصل في شهررمضان المبارك واعتبرأن هذا القرار مؤلم حيث يعد رمضان فرصة للتونسيين للعودة الى الله بالتوبة والعودة الى الصلاة وسماع القرآن في التراويح . وقال ان الدولة حاولت ايجاد صيغة لفتح المساجد لكن الوضع لايزال هشا والتقاريرالطبية الصادرة من اللجنة العلمية صلب وزارة الصحة تؤكد أنه لا يمكن المجازفة والأولوية حفظ النفوس وعليه كان هذا القرار بمواصلة منع الجماعة والجمعة والإقتصارعلى الإطار الديني . وقد طالب من الفاعلين في الشأن الديني القيام بواجب البيان في هذا الغرض . تحدث رئيس الحكومة أيضا على ضروة ايجاد استراتيجية لإصلاح الشأن الديني وطلب من المشايخ مقترحات عملية في هذا الموضوع ... تحدث الشيوخ والدكاترة وقدموا مقترحات واعطيت لي الكلمة فكان هذا ملخصها : شكرت السيد رئيس الحكومة على هذه المبادرة المتأخرة حيث لم يبادر اي رئيس حكومة بعد الثورة في جمع العاملين في الشأن الديني للإستماع اليهم . اعتبرت ان هذا اللقاء مهم ولكن ان كان صاحب المبادرة قد جمعنا لدواعي الوضع الإستثنائي التي تمربه البلاد فإن هذا لايحقق الغرض مما كنا نصبو اليه . اقترحت علي رئيس الحكومة أن يختارلجنة متخصصة من الحضور وغيرهم لتحديد جميع الملفات المتعلقة بالشأن الديني واقتراح مشاريع اصلاحية . كما انطلقت في كلمتي بتذكيررئيس الحكومة بأن الدستور يفرض على الدولة رعاية الدين وتطبيق تعاليم الإسلام وأن الوضع الديني في البلاد كارثي وأن المؤسسة الدينية البعض منها معطلا ( المجلس الإسلامي الأعلى ) والبعض منها مشلولا لإعتبارات عديدة منها غياب الرؤية وضعف الإرادة وقلة الموارد ووو وغياب الدولة . تحدثت على الوضع المادي المزري للإطارات الدينية وغياب معهد تخريج الأئمة مع ان التحديات كبيرة والأزمة الأخلاقية مستفحلة مما ينذربالدمارالأخلاقي ان لم يحصل . تطرقت للإعلام الديني الغائب وخاصة في مثل هذه الأوضاع حيث من المؤكد ان يكون المشايخ في الصفوف الأولى لمؤازرة الناس والتخفيف عنهم وبعث رسائل ايمانية وطمأنينة وربط قلوبهم بالله (لولا بعض المحاولات من بعض القنوات وبعض التسجيلات في مواقع التواصل الإجتماعبي)،وشددت مطالبتي بان يسمح للمشايخ القيام بدروس متواصلة وبدون انقطاع في الإعلام العمومي وهذا حقنا واكدت له أن هناك تغييب مقصود لكثير من المشايخ .تعرضت للوضع الحالي واكدت له ان المشايخ سيتحملون مسؤولياتهم كاملة في بيان الحكم الشرعي ولا ولن يكونوا علماء سلطة يدارونها ولا علماء عامة يجاملونهم وان قرار منع الجمعة والجماعة هو ما ندين الله به حرصا على حماية النفوس بعد ان تأكد لدينا خطورة الوضع من اكثر من مصدر طبي متخصص . تم الحديث على تطويرالخطاب الديني وتأصيله لمجابهة التحديات الكثيرة . تم الحديث على تسوية وضعية اذاعة الزيتونة . تم الحديث على ضرورة اصلاح جامعة الزيتونة ودعمها . تحدث البعض على ضرورة الإصلاح التربوي وادراج التعليم الديني في كل المستويات التعليمية . تحدث بعض المشايخ على ضرورة اخراج الشأن الديني من التجاذبات الحزبية ووضع حد للإستهتاربالمقدسات . تحدث البعض على ضرورة الإرتقاء بالخطاب الديني واصلاح المؤسسات الدينية (وزارة الشؤون الدينية المجلس الإسلامي الأعلى الإفتاء جامعة الزيتونة) طالب البعض بانشاء قناة فضائية اسلامية . عرج البعض على دور الإفتاء واقترح احداث مجلس وطني للإفتاء . طالب بعض المشايخ تحديد موقع الدين في البلاد . طالب بعض المشايخ بتوحيد الفتوى حتى لا يختلط الأمرعلى الناس وتحدث فتنة ... هناك شبه اجماع لدى المشايخ ان لا يكون هذا اللقاء يتيما وان يكون له مابعده وان تتجاوب الحكومة مع مقترحات المشايخ.... وفي الأخيراخذ رئيس الحكومة الكلمة وصرح بأنه استمتع بهذا اللقاء الذي دام تقريبا ثلاث ساعات ، كما دون كثيرمن المقترحات وكان يستمع لكل التدخلات ولم يقاطع احدا ...خلاصة ما تأكد لدي : لا نترك الكراسي فارغة . طلبت من رئيس الحكومة ان يخلي بيننا وبين الناس لنقوم بواجب التوعية والإصلاح . أكدت له أن الإسلام دين الدولة والشعب وأن السيادة للإسلام ( تبسم السيد رئيس الحكومة والله سبحانه عليم بالسرائر) ..نطالب بالحقوق ونصرعلى ذلك بالإستعانة بالله اولا وتوحيد الجهود والعمل الجماعي المشترك ثانيا .ووالله ولي ذلك والقادرعليه ...