إنّ حريّة جموع المسلمين في شهر رمضان المعظم هذا العام، قد سُلِبَتْ بقدر ما والسبب: هو انتشار هذا الوباء العامّ، لطف الله بالجميع أين ما كانوا. وبالتالي، فأين الحرجُ يا عباد الله؟! و(الجواب): هو أنّ رسول الله ﷺ، قد جلس في بيته ليالي معدودة في شهر رمضان، فلم يخرج إلى مسجده الشريف، ليصلّي فيه التراويح، كما روى أبو داود في كتابه (السّنن) عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: "صمنا مع رسول الله ﷺ رمضان، فلم يَقُمْ بنا شيئا من الشهر، حتى بقيَ سبعٌ فقام بنا...". الحديث ومن هنا، استدلّ إمام الأئمّة، وفقيه السنّة، وعالم المدينة، سيّدنا مالك بن أنس رضي الله عنه وعن أبيه، لرأيه الذي ذهب إليه وهو: أنّ أداء صلاة التراويح في البيت، أفضل ما لم تتعطّل المساجد. وقال الفقيه بن يونسَ – وهو من أَجِلَّةِ علماء المالكيّة – : كان النّاس يقومون وِحْدَانًا، فمنهم من يقوم في بيته، ومنهم من يقوم في المسجد. اه ولعلّى جميعنا يَذْكُرُ ويتذكّر أنّ انتشار وباء كورونا في الكرة الأرضيّة، قد أَقْعَدَ غالبية الناس: كبارا وصغارا، رجالا ونساء، في بيوتهم، وشؤونهم، خشيةَ الوقوع في المَحْذُور.. وفي هذا وذاك وسيلةٌ إلى إقامة "سُنَّة" التراويح، في البيوت جماعة مع أزواجهم وأبنائهم وغيرها من سائر (العبادات) المهمّة لا محالةَ، وهي تلاوة القرآن الكريم، إذ هو الشعار العظيم على هذا الشهر الكريم، كما قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدا للناس وبيّنات من الهدى والفرقان﴾. تقبّل منّا جميعا: الصيام.. والصلاة.. والقيام.. وتلاوة القرآن.. إنّه حميد مجيد..