وطات للتعريف بالترجمتين التونسيتين للقرآن الكريم ببيان مدى جواز ترجمة معاني القران الكريم لغير الناطقين باللغة العربية وانتهيت إلى ان ترجمة معاني القران وان كانت ليست بالقران المعبد بتلاوته ولاهي المتضمنة لمراد الله بكلامه فذلك مستحيل بدليل قوله جل من قائل( ولايحيطون بشيء من علمه الا بما شاء) ومع ذلك فان تقديم ما في القران من هدي وما تضمنه من عقائد وعبادات و معاملات يدخل ضمن تبليغ رسالة الاسلام وعرضه لغير المسلمين حتى يكونوا على بينة من الأمر فقد يكون ذلك سببا في هدايتهم و بذلك تكون قد بلغتهم الدعوة ويصدق فيهم قوله جل من قائل ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وبختم الرسالات بدين الاسلام وهو الدين عند الله وجب على المؤمنين به تبليغه لسواهم من الناس.. ومن هنا تصبح ترجمة معاني القران إلى مختلف اللغات احد وسائل الدعوة إلى الاسلام .. والترجمة لمعاني القران الكريم يشترط في المقدم عليها الكفا ءة والاهلية الكاملة والتي منها التمكن من اللغتين اللغة العربية واللغة التي ستترجم إليها معاني القران الفرنسية أو غيرها من اللغات الاخرى ولابد للمترجم للمعاني القران الكريم من الاعتماد على امهات التفاسير (التفاسير بالماثور والتفاسير بالراي) ومع ذلك فان عرض هذه الترجمات على لجان لمراجعتها يبقى ا ضمن لسلامتها من الاخطاء. والترجمة الاولى التي نقدم تعريفا موجزا بها و بصاحبها هي ترجمة الاستاذ الصادق مازيغ رحمه الله وهو اديب و شاعر كبير باللغتين العربية والفرنسية تشهد على ذلك اعماله الادبية وما نشرته له طيلة عقود المجلات الادبية والثقافية في تونس وقدانعكس هذا التمكن من اللغة الفرنسية على ترجمته لمعاني القران والكريم وهو ما تعهد به و وفى به في ترجمته باعتراف كل من اطلع على هذه الترجمة من الادباء والمفكرين بما في ذلك الفرنسيون وهم يشهدون لترجمة الاستاذ الصادق مازيغ ولترجمة الجزائري عميد مسجد باريس الاستاذ حمزة بو بكر رحمه الله بهذه الخاصية'( المستوى الرفيع لفرنسية الترجمتين) ومن راي الاستاذ الصادق ما زيغ رحمه الله انه مثلما ان عربية القران هي ارقى اسا ليب اللغة العربية فان فرنسية ترجمة معاني القران الكريم ينبغي ان تكون ذات مستوى رفيع. لقد تفرغ الاستاذ الصادق مازيغ رحمه الله لترجمة معاني القران الكريم وتوج مسيرة حياته الادبية والفكرية بانجاز هذا العمل الكبير والمشرف له ولتونس ولعل مما دفعه إلى انجاز هذ ه الترجمة ما لمسه من متابعة لما ظل ينشره من مقالات شهرية في القسم الفرنسي من مجلة جوهر الاسلام على صفحاتها وقد تابع قراء جوهر الاسلام بدايات هذه الترجمة المتميزة و تولت الدار التونسية للنشر اخراجها في طبعتها الاولى ثم مالبثت ان تولت اخراجها احدى دور النشر الفرنسية كما تولت تعميم توزيعها على نطاق واسع جمعية الدعوة الاسلامية العالمية في ليبيا خصوصا في البلدان الناطقة باللغة الفرنسية( بلدان غرب افريقيا بالخصوص) وقد قدم الاستاذ الصادق مازيغ رحمه الله لترجمته بمقدمة ضافية(172 صفحة) هي في حد ذاتها كتاب جدير بالاخراج على حدة لما فيه من فوائد جمة عرض فيها اهم علوم القران مع تقديمه لمضمون كل سورة من سورالقران114 و ربط بين القران وصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام الذي بين للناس ما نزل عليه كما امره الله بذلك ( لتبين للناس ما نزل اليهم) بقي أن نشير أن للاستاذ الصادق مازيغ رحمه الله في مجال الترجمة عمل اخر وان كان صغيرا في حجمه الا انه هام في مضمونه الا وهو ترجمته للاربعين النووية في الحديث النبوي الشريف ومجموعة مقالاته في مجلة جوهر الاسلام التي نعتزم باذن الله جمعها واخراجها مثل بقية المقالات الاخرى لمن نشروا في المجلة من الكتاب طيلة سنوات صدورها في سلسلتها الاولى… في الورقة القادمة نعرض للقراء ترجمة الاستاذ صلاح الدين كشريد