عبّر لنا العديد من أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي عن قلقهم وحيرتهم بسبب الظّروف الصّعبة التي يمرّ بها النّادي نتيجة عجز الهيئة المديرة عن الإيفاء بالتزاماتها وتعهّداتها تجاه اللّاعبين والمدرّبين في مختلف الفروع والأصناف وعجزها كذلك عن تسديد بعض الدّيون الضّخمة وصرف مرتّبات الإداريّين والعاملين بمركّب النّادي. المشكل الكبير بالنّسبة لأنصار الأبيض والأسود هو غياب أيّ مؤشّرات بإمكانها أن تجعلهم متفائلين بقدرة ناديهم على تجاوز الأزمة التي تلقي بظلالها على أجوائه الدّاخلية حاليّا خاصّة وأنّ رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم الذي يكاد أن يكون المموّل الوحيد لخزينة الجمعية أصبح غير قادر على توفير السّيولة بالشّكل الذي يساعد على تواصل المسيرة في ظروف ملائمة حتّى يكون بالإمكان المحافظة على حظوظ النّادي في تحقيق أهدافه في مختلف الفروع وإثراء سجلّه بالمزيد من الألقاب. كما أنّ من يسمّون برموز ورجال النّادي مستمرّون في سباتهم العميق ووقوفهم موقف المتفرّج من الوضعية الحرجة التي تعيشها قلعة الأجداد في الظّروف الحالية. ما يخشاه الغيورون على السّي آس آس هو انهيار هذا الصّرح الشّامخ بشكل يدخله في نفق مظلم قد يصعب الخروج منه ويهدّد مستقبله القريب والبعيد. إضافة إلى الوضع الصّعب والمحيّر في فرع كرة القدم للأكابر تعيش فروع كرة القدم للشبّان والكرة الطّائرة للذّكور والكرة الطّائرة النّسائية وكرة السلّة النّسائية والألعاب الفردية حاليّا حالة من التّململ في صفوف اللّاعبين. وبعد الآمال الكبيرة التي كان يعلّقها الأنصار على هذه الفروع التي بإمكانها أن تجلب للنّادي عديد الألقاب الهامّة هذا الموسم أطلق أحبّاء نادي عاصمة الجنوب صيحة فزع بسبب الإهمال الذي أصبح يسود داخل الفرق المنتمية لهذه الفروع وما نتج عن ذلك من استياء وغضب في صفوف اللّاعبين واللّاعبات بسبب عدم تمكينهم من مستحقّاتهم على امتداد أشهر وعجز رؤساء الفروع عن توفير المبالغ الضّرورية لصرف ولو قسط قليل من مستحقّات اللّاعبين واللّاعبات – الشّيء الذي يهدّد بانهيار ما تمّ بناؤه داخل هذه الفروع هذا الموسم وفي المواسم الماضية وبخروج جميع الفرق من دائرة المراهنة على الألقاب رغم أنّها الأفضل على السّاحة حاليّا ورغم النّتائج الباهرة والواعدة التي حقّقتها في المراحل السّابقة من المنافسات. آخر الأخبار التي وصلتنا تفيد بأنّ لاعبي فريق الكرة الطّائرة للذّكور يطالبون بتسوية وضعيتهم وتمكينهم من مستحقّاتهم. كما أنّ النّجمة البرازيلية لفريق الكرة الطّائرة النّسائية كارولين فيريرا غادرت تونس نحو البرازيل منذ يومين بلا رجعة احتجاجا على الظّروف غير الملائمة التي عاشتها وعلى عدم تمكينها من مستحقّاتها. وحسب ما علمنا من مصادر جديرة بالثّقة قرّرت كارولين اللّجوء إلى لجنة النّزاعات بالجامعة الدّولية للكرة الطّائرة للحصول على مستحقّاتها التي تناهز 25 ألف دولار – أي ما يعادل 70 ألف دينار تونسي. لا شكّ أنّ الوضعية التي يمرّ بها النّادي الرياضي الصفاقسي حاليّا لا تبعث على الاطمئنان وأصبحت تهدّد مسيرة هذا النّادي الكبير والعريق وتضع مستقبله في مهبّ الرّيح... لذلك وجب على كلّ من له محبّة وغيرة على هذا الصّرح الشّامخ أن يسعى للتّعجيل بدعم الجمعية والمساهمة من موقعه في انتشالها من وضعيتها الحرجة والوصول بها إلى شاطئ الأمان.