في الماضي القريب، كان اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام بتاريخ الثالث من شهر ماي يحرك السكين في جرح متورم، ويذكرنا بمأساة أن تكون صحافيا في تونس تمارس ضدك كل ألوان التضييقات من الأجهزة الرسمية ومن القارىء أحيانا... ما أكثر العبارات المسجونة في صدورنا نصيبها في مقتل ونحرض أنفسنا على نسيانها... ولكننا لاننسى... تغيرت المعطيات هذا العام... فتبرجت الصحافة في اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام، ودافع الصحافيون عن رسالتهم السامية في مواجهة العبارة السحرية "ديقاج" التي رفعها بعض التونسيون في وجه الصحافة التونسية بعد ثورة 14 جانفي احتجاجا منهم على عدم التزامها بدورها سنوات القمع... وكلنا يتفهم غضبهم لأننا جميعا تواطأنا مع النظام السابق حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة... آن لنا أن ندافع عن حرية الإعلام في دولتنا الحرة، وآن الأوان لنعزز ديمقراطيتنا ونحرض على التنمية في كل المجالات ونقف بالمرصاد ضد الانتهازيين ممن لملموا أوراقهم بسرعة وصاروا بقدرة قادر من المناضلين الحريصين على تشييد صرح هذا البلد... لا تراجع بعد اليوم عن إعلام حر بعيدا عن "صياح الديكة" وعراك المتناحرين في بلاطوهات تلفزية أبطالها وجوه لم تحترق بلهيب الظلم والقمع في عهد "بن علي" ولم تنل من سياط عائلته "الموسعة"... خيرت حياة النعيم في "عاصمة الضباب" تحت حراسة الغرب الذي يزودهم بالمال والعتاد ليسرعوا الخطى في اتجاه هذا البلد بعد الثورة أملا في نصيب من الكعكعة السياسية... آن الأوان لنتخلص من عقدة أقلامها ففي الجراب الكثير وحرية الصحافة حق كل صحافي يفتكه ولا ينتظره هبة من أحد... في اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام في دولة حرة يشتد اعتزازنا بالانتماء إلى هذا الوطن وما علينا إلا أن نكون في حجم عطائه... ندافع عن وجوده كيانا حرا مستقلا لائكيا يحترم الحريات الشخصية ويدافع عن أبنائه ويكافئهم بالعدل... في تونسنا الحرة نحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام ونتمسك بأقلامنا لنحيي من جديد آراءنا وأفكارنا وكلماتنا المسجونة... ولا نتردد في قول "كلمة الحق" دون أن نغفل عن ميثاق شرف المهنة...