يا حسرتاه على أجواء " الدّربيات" عندما كانت جماهير الفريقين تستعدّ لهذا العرس الكروي قبل يوم المقابلة بمدّة طويلة فتزيّن المدينة بأكملها بأعلام العائلتين الرّياضيّتين العريقين و يكثر الحديث و النّقاش بين المحبّين في المقاهي و الإدارات و البيوت حول كلّ الجزئيات المتعلّقة بهذا الحدث الشّعبي الكبير .. وتتزاحم جميع الصّحف و الإذاعات و التّلفزات المحلّية في تقديم أفضل ما لديها من الموادّ الإعلامية الرّياضية المشبّعة بالصّوّر و اللّقطات الطّريفة التي تمتّعنا بأجواء كواليس تحضير لافتات "الدّخلة" الضّخمة الفنّية وأناشيد التّشجيع و التّمجيد و التّفاخر بتاريخ و رموز و نجوم كلّ جمعية ، والحوارات التّحليلية الكروية بين أكبر و أشهر المختصّين في عالم كرة القدم التّونسية و العالمية... كانت المدارج و إبداعاتها الفرجوية و الهتافية تمثّل العنصر المشوّق المميّز الضّروري لإنجاح هذا "الدّربي" الرّياضيّ العريق الذي يمرّ هذه المرّة ، هكذا ، مرّ الكرام و كأنّه لقاء جدّ عاديّ ... دربي بلا روح ولا شكل و لا طعم و لا لون... "دربي" صامت جامد بارد معزول زادته كآبةً و برودة وهامشيةً هذه الأوضاع الوبائية و السّياسية و الإجتماعية المتأزّمة الخطيرة غير العادية.... يا حسرتاه على "دربيّات" أيّام زمان