الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية: آخر اتفاق كان 2022..أعرف التفاصيل    شركة تونس للطرقات السيارة تواصل أشغال التشوير لضمان أعلى مستويات السلامة    عاجل/ بمشاركة واسعة: أسطول الصمود 2..    عاجل: الكشف عن قائمة المنتخب لكأس افريقيا 2025    جريمة مروعة: ينهي حياة زوجته الحامل بعد 4 أشهر من الزواج..    يحيل شقيقه على الإنعاش بسبب خلاف اثر جلسة خمرية!    تونس تسجل "الكحل العربي" على قائمة اليونسكو للتراث العالمي    نابل: تقدم أشغال تجهيز 5 آبار عميقة لتحسين التزود بالماء الصالح للشرب    لحاملي ''الباسبور التونسي'' : شوفوا كفاش تتحصلوا على فيزا أمريكا خطوة بخطوة    بعد الفيضانات العارمة الي ضربت جدة والمدينة و تتسببت في خسائر..هل تونس معنية..هذه التفاصيل    شنوّة الأخطاء اللي تنجم تخلي المترسم يطرد من الخدمة؟    النجم الساحلي: قائمة المدعوين للتربص    الحماية المدنية: 485 تدخلا خلال 24 ساعة الماضية    في جرائم ديوانية وصرفية: 30 عاما ضد رجل الأعمال يوسف الميموني    نشط ضمن تنظيم انصار الشريعة وكان الناطق الرسمي باسم السلفية. الجهادية : 55 سنة سجنا في حق بلال الشواشي    صادم: يعتدي على زوجته وعائلتها..ويختطف ابنه..!!    بنزرت : تنفيذ حوالي 6500 زيارة تفقد وتحرير ما يزيد عن 860 مخالفة اقتصادية خلال 70 يوما    خولة سليماني تكشف حقيقة طلاقها من عادل الشاذلي بهذه الرسالة المؤثرة    عاجل : عائلة عبد الحليم حافظ غاضبة و تدعو هؤلاء بالتدخل    تطور جديد في أزمة صلاح مع سلوت.. جلسة تهدئة بلا اعتذار وتوتر يتصاعد داخل ليفربول    البُحيرة: السجن لحارس مأوى عنف سيدة بسبب معلوم ''Parking'' السيارة    هام/ هذا موعد الانتهاء من أشغال المدخل الجنوبي للعاصمة..#خبر_عاجل    الإتحاد المنستيري: مواجهتين وديتين في البرنامج.. ولاعب جديد يغادر المجموعة    بطولة كرة اليد: البرنامج الجديد لمواجهات الجولة السابعة إيابا    بدأ العد التنازلي لرمضان: هذا موعد غرة شهر رجب فلكياً..#خبر_عاجل    النوم الثقيل: حاجة باهية ولا خايبة؟    الدورة الخامسة لمعرض الكتاب العلمي والرقمي يومي 27 و28 ديسمبر 2025 بمدينة العلوم    ال Google Mapsتدخّل ميزة نستناو فيها: كرهبتك في الباركينغ بلا تعب!    جوائز جولدن جلوب تحتفي بالتونسية هند صبري    حذاري: 5 أدوية تستعملها يوميًا وتضر بالقلب    رابطة أبطال أوروبا : فوز بنفيكا على نابولي 2-صفر    النجم الرياضي الساحلي يعلن الطاقم الفني: التفاصيل الكاملة    اليوم الوطني للأسرة: تونس تجدد دعمها لمكانة الأسرة في المجتمع    عاجل: شوف مواعيد السفر الصيفي على جنوة ومرسيليا 2026    عاجل: توقف حركة القطارات على خط أحواز الساحل    وزير التجهيز يطلع على تقدم الأشغال في القسطين 3 و4 من مشروع الطريق السيارة تونس- جلمة    واشنطن تطلق تأشيرة "بطاقة ترامب الذهبية" للأثرياء الأجانب    عاجل:تونس على موعد مع أمطار قوية..التفاصيل الكاملة..وين ووقتاش؟!    هام/ طريقة مبتكرة بالذكاء الاصطناعي تكشف المحفزات الخفية للسرطان..    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً..    عاجل/ الرصد الجوي يحذر: ضباب كثيف يحجب الرؤية..    طقس اليوم: ضباب كثيف صباحا والحرارة بين 14 و20 درجة    ضباب كثيف يحجب الرؤية: مرصد المرور يحذر مستعملي الطريق ويقدم هذه النصائح    مقتل 9 جنود تايلانديين جراء الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا    رسالة ردع".. موسكو وبكين تحولان سماء اليابان إلى ساحة استعراض للقوة    فتح الحسابات بالعملة الأجنبية: من له الحق؟.. توضيح رئيس لجنة المالية بمجلس النوّاب    سلالة شديدة العدوى".. أكثر من 100 وفاة بالإنفلونزا في إيران    الموعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وسوريا في ربع نهائي كأس العرب    مادورو.. مستعدون لكسر أنياب الإمبراطورية الأمريكية إذا لزم الأمر    بنزرت.. تدابير للتصدي لتهريب الأغنام    تونس تتسلم الجرار البحري الثالث من جملة 6 جرارات لتعزيز خدمات الموانئ التجارية    محمد بوحوش يكتب ... سوسيولوجيا المسافات    يتواصل إلى نهاية الأسبوع...ملتقى تونس للرواية العربية    رواية "مدينة النساء" للأمين السعيدي في وصف الواقع المأساوي    المهرجان الدولي للصحراء بدوز يعلن تفاصيل دورته السابعة والخمسين    عاجل: دولة عربية تعلن تقديم موعد صلاة الجمعة بداية من جانفي 2026    اكتشف معنى أسماء كواكب المجموعة الشمسية    هل سُحر موسى... أم سُحِر المشاهد؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رائف بن حميدة يكتب لكم: جمال عبد الناصر في الذكرى الخمسين لرحيله
نشر في الصريح يوم 01 - 10 - 2020

في هذه الدقائق التي اكتب وأنا واقفٌ خاشعٌ حزينٌ في نفس المكان، منذ تمام الخمسين سنة، الذي فيه شاهدتُ لأول مرة دموعَ أبي،ذلك الرجل المتعلّم الذي كان من اعيان مدينتنا الصغيرة.كان وقورًا ديّنًا تقيًّا ورعًا!..
كان ذلك حين عدتُ من المدرسةالإبتدائيهْ، فصدمتني دموع ابي وأثّرتْ فيّ..
دموعٌ في منتهى الصدق كانت تنزل من عينية بغزارة وصمتٍ ، وهو محتضنٌ الراديو الذي إعتاد فتحه على اذاعة -صوت العرب- ...من القاهرة..
ما زلتُ اذكر ان ابي في تلك السنين التي لم تنتشر فيها التلفزة إلا قليلا(وكان ابي لا يستسيغها رغم اقتداره المالي عليها) كان ديدنُه وشغلُه الشاغل هو البحث عن افضل انواع الراديو ليتسنى له سماع ما عسى ان يُطمئِنَ من اخبار حرب الاستنزاف التي كان عبد الناصر يقاتل فيها ببسالة رغم ما اصابه من جُرحٍ بالغٍ.....
ورغم انني لم أكن افهم الاخبار والكلمات (من صنف بور فؤادّ..بور سعيد..القناة.. السويس..الاسماعلية..الضفة..طائرات الفانطوم..الخ) ،لكنني كنت أدرك خاصة معاني الأناشيد الوطنية، التي مازلت احفظ منها الكثير، كانت تبعث الحماس و الأمل والثقة في النصر الذي وعد به الله المؤمنين المقاتلين الصابرين..
لقد أنشأني ابي على اعتبار امريكا عدوة ("ضدنا"...هكذا كنا نقول!)..أما روسيا فهي صديقة("معانا"..هكذا كنا نقول!..رغم انها ملحدة ،وأبي شديد التديّن كالمتصوّف!!.. وهذا في الحقيقة زادني حين كبرتُ له احتراما واعتزازا به، لأنه لم يكن يأبه بضلالات الإخوانيين، ولم يأبه حتى باعدام السيد قطب الذي سبق النكسة بسنة )
جمال عبد الناصر لم نكن نعرف صورته حينها تقريبا.فحتى الصحف التي كنتُ اشتريها لأبي- محمد الصُّغيّر بن محمد بن حميدة-كنتُ لا افتحها اجلالًا له!.. صورة عبد الناصر رسمناها في خيالنا،فكانت بمنزلة قريبة جدا من الصحابة!..
في ذلك اليوم،الذي كان ايضا يوم خميس كما اليوم، شاهدتُ ابي يبكي يوم تشييع جثمان جمال لدفنه!!...ولقد كانت اصوات الجماهير المصرية المنتحبة تصلنا عبر الاثير بوضوح...كان ذلك تقريبا بعد 75 ساعة من توديعه بالمطار لأمير الكويت -صبّاح السالم الصبّاح- بعد القمة العربية ومعالجة تداعيات احداث ايلول الأسود،تلك الفتنة التي انهكت عبد الناصر وعجّلت بوفاته...
رحم الله عبد الناصر المجاهد العربي والافريقي والانساني ورحم الله نزار قبّاني الذي كتب في ذلك اليوم الذي هزّ كل العالم وخاصة العرب :
قَتَلناكَ !.......
قتلناكَ ليس جديدا علينا
اغتيالُ الصحابة والأنبياءْ!
فكم من رسولٍ قَتلنا
وكم من امامٍ ذبحناه
وهو يصلّي صلاة العِشاء
فتاريخُنا كله محنهْ
وايامُنا كُلها كربلاء!
نزلتَ علينا كتابًا جميلا
لكنّنا لا نجيد القراءة...
وسافرتَ فينا لأرض البراءة، لكننا ما قبلنا الرحيلْ..
تركناك في شمس سينا وحدكْ...
ونحن هنا نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبنًّا وقشًّا
ونتركُهم يعلكون الهواءْ...
قتلناك يا جبَل الكبرياءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيّهْ
قتلناك بكلتا يديْنا
وقلنا المنيّهْ!
لمذا قبلتَ المجيء إلينا؟
فمثلك كان كثيرًا علينا!..
فَمِثْلُكَ كَانَ كَثِيرًا عَلَيْنَا..!!..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.