"إذا بحثنا في القاموس عن مرادف لمعنى "ممثل" نجد روبيرت دي نيرو... وما عليكم إلا التحقق من ذلك..." بهذه الكلمات استقبلت منشطة حفل افتتاح الدورة الرابعة والستين لمهرجان "كان السينمائي" الممثلة الفرنسية "ميلاني لوران" رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الممثل الأمريكي العبقري "روبيرت دين يرو" الذي ظهر تحت تصفيق الحاضرين، متواضعا كعادته، مرتبكا أمام الحفاوة التي استقبل بها في قاعة العروض الكبرى "لوميار"... اختطف "روبيرت دي نيرو" الأضواء من ضيوف حفل الافتتاح وفي مقدمتهم المخرجين "وودي آلين" و"بيرناردو بيرتولوتشي" وبدا متأثرا بالتكريم الموسيقي لمسقط رأسه "نيويورك" الذي صار رمزا لها... تفاصيل حفل افتتاح الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي نختصرها في الورقة التالية: لافتات بحثا عن دعوة للافتتاح منذ الصباح الباكر لحفل افتتاح الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي الموافق ليوم الأربعاء 11 ماي، التف جمهور كبير العدد ب"لا كروازات" أين تدور فعاليات هذه المهرجان، ومع انطلاق فعاليات الصعود على السجاد الأحمر ازدحمت الشوارع المحيطة بلا كروازات، وبدا لافتا للنظر عدد كبير من اللافتات التي رفعها أصحابها يطلبون دعوة لحضور حفل الافتتاح، أو مشاهدة فيلم "منتصف الليل في باريس" للمخرج الأمريكي "ووي آلين"... هذه اللافتات تختصر علاقة استثنائية جدا بين أهالي "كان" والمهرجان، فمعه تستيقظ هذه القرية الهادئة في جنوبفرنسا على إيقاع متسارع وصاخب أحيانا لم يتعودوا عليها بقية العام... ويوميا نرى لافتات يطلب أصحابها دعوة لحضور أحد الأفلام، هكذا بمنتهى التحضر وبلا فوضى يبدو أنها اختصاص عربي بامتياز... السعفة الفخرية ل"بيرناردو بيرلوتشي" كما أعلن عن ذلك مهرجان كان السينمائي قبل انطلاقه، تسلم المخرج الإيطالي "بيرناردو بيرلوتشي" السعفة الفخرية من "جيل جاكوب" تحت تصفيق الحاضرين في حفل الافتتاح... وقال "بيرلوتشي" بعد حصوله على السعفة إنه يهديها لروبيرت دي نيرو، وودي آلين، ولكل الإيطاليين الشجعان الذين يثورون على الظلم"... والسعفة الفخرية هي من إحداثيات الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي، ويتم تسليمها في كل دورة لأكثر المخرجين تميزا ممن شاركوا في "كان" دون أن يتحصلوا على السعفة الذهبية... أما "روبيرت دي نيرو" فقد بدا متأثرا بالحفاوة التي استقبل بها وبالتكريم الموسيقي لمدينته "نيويورك" التي ولد وعاش فيها ومثل على مسارحها للمرة الأولى وهو في العاشرة من العمر وأسس فيها مهرجان "تريبيكا" السينمائي... وقد غنى له فنان "الجاز" "جامي كالم" الأغنية الشهيرة ل"فرانك سيناترا" (نيويورك نيويورك)، وأغنية "آليسيا كيز" (نيويورك)... وقد نظمت ندوة صحافية ل"روبيرت دي نيرو" وبقية أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية صباح يوم الافتتاح حضرها عدد كبير جدا من الصحافيين، وقال "دين يرو" في هذه الندوة إنه متشوق لمشاهدة الأفلام التي تتنافس على السعفة الذهبية، وأشار إلى أن مشاهدة 20 فيلم في عشرة أيام فقط وتقييمها أمر غير عادي، وأضاف "آمل أن أضطلع بهذه المهمة على أكمل وجه"... ومن بين أعضاء لجنة التحكيم المخرج التشادي "محمد صالح هارون" الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من دورة العام الماضي لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "الرجل الذي يصرخ"، وقال "هارون" في الندوة الصحفية إن مشاركة فيلمه في كان العام الماضي، وحصوله على جائزة لجنة التحكيم، أحدثا نقلة نوعية في المشهد السينمائي التشادي، إذ لم تكن هناك قاعة سينمائية واحدة في التشاد، وبعد تتويج "الرجل الذي يصرخ" أعيد فتح إحدى القاعات، وتم الإعلان عن بعث مدرسة للسينما في أجل أقصاه سنة 2013، وصار أهل الحل والعقد في التشاد يؤمنون بأهمية قطاع السينما ودوره الحيوي... نعم، لمهرجان كان السينمائي القدرة على التغيير والثورة على الكسل الفني في عدد من الدول التي تؤمن بالفن وبالسينما... هذا وعرض في الافتتاح فيلم "منتصف الليل في باريس" للمخرج الأمريكي "وودي آلين" في غياب "كارلا بروني ساركوزي" إحدى بطلات الفيلم الذي زاد غيابها في رواج إشاعة حملها... وزير السياحة على السجاد الأحمر بعد أن تخلى عن وعده بدعم المشاركة التونسية في كان هذا العام وتنظيم حفل استقبال في "لاكروازات" يروج لتونس الثورة، فوجىء الوفد التونسي الذي توجه إلى كان يوم الأربعاء بوجود وزير السياحة المؤقت "مهدي الحواص" الذي كان بين الركاب في الدرجة العادية باعتبار أن الطائرة صغيرة بلا درجة أولى، ولكن وزيرنا المؤقت غاب بعد لحظات في غرفة القيادة، وتحمل مع الركاب تبعات إضراب عمال "البارترينغ" فقضى الرحلة معنا من وجبة غذائية على مدى ساعتين من تونس في اتجاه مطار نيس... وكان وزير السياحة من بين ضيوف وزير الثقافة والاتصال الفرنسي "فريديريك ميتران" في لفتة من مهرجان كان السينمائي لتونس الثورة، حيث اختار "ميتران" أصدقاءه للتكريم في حفل الافتتاح، وتهادى على السجاد الأحمر إضافة إلى وزير السياحة المؤقت "مهدي الحواص" كل من "درة بوشوشة" التي ترأس صندوق الجنوب للدعم، سهام بالخوجة التي لا يعرف لها نشاط سينمائي عدى تأسيسها وإشرافها للقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس الذي انسحب منه مديره الفني "هشام بن عمار" احتجاجا على أساليب تسييره، والمخرج "النوري بوزيد" وكانت المفاجأة في وجود "لطفي عاشور" الذي لا يعرف له أي نشاط سينمائي، وهو مسرحي أساسا يعرف له التونسيون مسرحية "لوف ستوري" مع الممثلين "معز التومي"، "شاكرة الرماح"، "جوهر الباسطي"، و"أنيسة داوود"... وقد طرح وجوده في حفل الافتتاح تكريما للسينما التونسية الكثير من الأسئلة العالقة... النوري بوزيد ينال وساما شرفيا كرم وزير الثقافة والاتصال الفرنسي "فريديريك ميتران" المخرج التونسي "النوري بوزيد" لا بحضور حفل افتتاح الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان السينمائي وتهاديه على السجاد الأحمر فحسب، وإنما بتسليمه وسام "الفارس" الشرفي، تقديرا له على مسيرته... وسينال هذا الوسام إضافة إلى المخرج التونسي النوري بوزيد كل من المخرج الصربي "أمير كوستاريكا" الذي يرأس لجنة تحكيم قسم "نظرة خاصة" في دورة هذا العام لمهرجان كان السينمائي وذلك يوم السبت 14 ماي الجاري، والممثلة والمنتجة والمخرجة "فايا دوناواي" يوم الأحد 15 ماي الجاري... أما تفاصيل تكريم النوري بوزيد بوسام "الفارس الشرفي" فتقرؤونها في عدد الغد... الجناح التونسي يستقطب الأنظار بدأ الجناح التونسي في القرية الدولية لمهرجان كان السينمائي يستقطب رموز السينما في العالم، ويعمل منسق البعثة التونسية "لطفي العيوني" مع من حضر من الوفد التونسي وهم على التوالي "مختار العجيمي"، "نوفل صاحب الطابع"، "خالد البرصاوي"، "آن" ممثلة شركة "سي تي في" لعبد العزيز بن ملوكة و"منيرة بن حليمة" ممثلة إدارة السينما في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على استقطاب المهتمين بالشأن السينمائي للتعرف إلى جديد السينما في تونس وإغرائهم بالتصوير في تونس... وقد أعدت الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام التي تقف على إعداد تفاصيل المشاركة التونسية في كان برمجة دسمة تتوزع بين الندوات وعروض الأفلام مع دعم خاص للمخرجين الشبان الذين سيلتحقون تباعا بمهرجان كان السينمائي للتعريف بأعمالهم والاحتكاك بأهم صناع السينما في العالم... والمثير للانتباه هذا العام هو وجود وفد مواز للبعثة التونسية تابع لطارق بن عمار يتكون من "المنصف الفهري" وعدد من الصحافيين يبدو أنها جبهة أعدها "بن عمار" في حربه المتواصلة ضد الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام...