انا لا انام اصلا الا اذا ضيعت بوصلة التركيز ولو قليلا حتى وان استولى عليّ الليل الدامس الصامت دهرا طويلا ...وترى الفجر يغويني باسترداد برهان من الراحة السريعة المفيدة لتجديد دم الحياة واسترجاع طاقة النشاط وملاقاة الحلم البكر في صباحات الغد المثمر بتباريج الصفاء الارجواني المعيد لروح الرقي وبناء الحياة من جديد ... كنت كعادتي اخط ذكرياتي بقلم القصب الاصفر من تمادي الايام وتاريخ الماضي التليد ...وكانت محبرتي السوداء كليلي تصاحب مخططات افكاري ومفاهيم ذكريات الافق البعيد البعيد الابعد من تباريج حبري الاسود الذي يستمد حروفه من غدي وغده... كنت على اهبة ان ارتقي الى فكرة جديدة ادونها محفوفة بمشاعري المتحررة من نواميس امسي الغارق في اتون الضياع والهرسلة الاختبارية لتجديد فجر احساسي بغدي ..وفجأة حطت على ورقتي وتوجهت نحو محبرتي وصعدت الى فوهة محبرتي وتعلقت بقلمي وتدرجت في النزول الى اعماق محبرتي امام استغرابي وخوفي من مآلها الحتمي ...ولكن تركتها تفعل وكلى نشوة بانتظار نهاية رحلتها التي احسست من ورائها بان القادم قد يكون اعجاب مغامرة ...قد تبصم رحلتها بجسارة لم تكتب في كتب حشرة سلاحها الجسارة ...وبعد برهة من الغطس خرجت نملتي زاحفة على مسار قلم القصب ونزلت نحو ارضية ورقتي البيضاء واتخذت طريقها من اسفل الى الاعلى وخطت فوقها بكل تركيز حروف عجيبة بحبر اطراف اناملها ...ح- ر – ي-ة...ثم تمططت قليلا ثم جمدت .