كنت ولا زلت ديناصور مطالعة، كنت لا أمدّ عنقي الطويل " كالزرافة " من تحت هرم الكتب العربية إلاّ لأشرب أكسير الحياة ، إكسير العقل العربي!! كان طفليّ في البداية يضحكا منّي حتى "الثمالة " حتى البكاء ، حتى الفزع ، حتى القرف !! حتى الصمت ! ويستغربا كيف أحرك قلمي، وأكتب المقال تلو المقال عن المجتمع العربي والسياسة العربية والقمم العربية والقمم الاسلامية والفكر العربي .... كنت أعبّ " الكلمة " من جميع المصادر المتواجدة على الساحة العربية والغربية .... المذياع على يميني وأعمدة المجلات والجرائد تشد سقف بيتي الصغير ، بيتي جدرانه من خيزران ، موشاة بصور الملوك والرؤساء العرب ... أوراقي من البردى وأقلامي من قصب !! وأريكتي من خطب العرب وثيرة إلى أبعد الحدود ... كل من جلس عليها انقلب ! ومحبرتي مداها من ماء الفضة والذهب !! أنام وأصحو ... بين الكتب !! وأحرس سجن مخيلتي الملآى بأكثر من هزيمة للعرب !! وحتى لا أنسى سميت المقربين بألقاب من عجب !! ونعتت ذويّ بأرقام من قرارات أممية وخرافات أمريكية : أكل عليها الدّهر وشرب !! طفلتي الصغيرة ، حملت مذكرة 242 على كتفيها ، حتى إذا ودّعتني وأشاحت عني بوجهها الصبوح ، يصدمني القرار؟ . طفلي الصغير ، حمل قرار 338 على جبينه العريض، وهو دوما يردد لي : سأضرب رأسك برأس القرار لعلك تنسى الكتابة ولو لمشوار.. وعصفوري المغرد ، يردد دوما ال194قرار ، ويحاول دوما فتح باب القفص . للهرب والعودة إلى أرض وطنه !! زوجتي هي الأممالمتحدة وأمي العجوز هي الجامعة العربية ، وحماتي هي أمريكا !! أنام وأصحو ، منذ 1948 ، وأنا أردد بالصوت العالي : معلقات هزائم العرب الأربعة عن ظهر قلب !! وأرتع حافي القدمين عاري الأصغرين !! على هرم نكبتنا ... وأجوب صحارينا المتحدة ... من الألف إلى الياء ... وأنبش عن حكمنا النادرة ... تحت الرمال المتحركة ، وأدفن فيها " أمنياتي العربية الواردة والشاردة " !! ثمّ لما يشتد بي العطش أشرب من بئر الأحلام العربية حتى ارتوي !! ثمّ أعود أدراجي إلى بيت الهرم ، لأنشد الراحة والكتابة !! ولكن ما جرى في المدّة الاخيرة قوّض كل احلامي الصغيرة والكبيرة ... 1 جمعوا 10 دول عربية من اجل القضاء على الحوثيين في اليمن ..فاصبح هذا الاخير حزينا بعدما كان اسعد من سعيد... 2 جاء الرئيس الامريكي الجديد – ترامب - وفي اول رحلة مكوكية الى بلاد العرب والاسلام سحر الجميع وهرب امام اعيننا بميزانية الخليج العربي ...بعد ان رقص رقصة الجنادرية ..امام عيون العالم ...ثم رقص من ورائه الملوك والرؤساء رقصة الديك المسلوب ..فالمذبوح ... 3 واندلعت بوادر الحرب العالمية الثالثة بعد ان خاصمت بلدان من الخليج بلدا اخر من المنطقة ...وحسب ما جرى قد تكون العالمية الثالثة عربية عربية وعربية اسلامية...