التقديم : لم افهم الى حد هذه اللحظة ما فعلته بي ذاكرتي من هرسلة متواصلة لكل ملفات فترة شبابي الاول والثاني والثالث وكل ما اتذكره انني كنت املك قلما حبريا من قصب الوادي الكبير واوراقا من اكياس الاسمنت ....وحاولت كثيرا ان اجد ما يسند ذاكرتي فلم افلح في ذلك لا ليلا ولا نهارا ...واجدني الان في مفترق طرق عودة الوعي الى ايام زمان...وحتى محاولاتي الروتينية في اعادتي الى علامات الذكريات البريئة ضاعت مني وضيعت عني كل رسم للتمني ... الموضوع :خلال مراجعتي لاوراقي القديمة اطلعت على تدويناتي الدهرية المخطوطة باناملي المتعبة من زماني الهارب بي الى الشيخوخة فلم افهم كثيرها كأنني لم اكتبها او كأن ذاكرتي انكرتها ...فاسرعت الى تمزيقها وحال بالي لا يبالي بما اقترفته اصابعي من دمار شامل لما تعبتْ في خطه اقلامي وافكاري واناملي ..واحس بان التمزيق في حد ذاته لم يحس بي ولم يبالي بما جرى مني ومن لحظة متسرعة نفذت فيها الاقصاء لان فكري وقتها تناساها كلها وذاكرتي كما جرى لما سبق من افكار بالية لم تتذكر منها شيئا ذاكرتي الجديدة وبالتالي اصبح البالي من افكاري لا يبالي بما قد جد وبما قد يجد في دامس الليالي ...وبعد تكرار الاسئلة البالية الفارغة من اقناعي بجدوى الرجوع الى البالي كتاريخ لكتاباتي في عصر مضى من عمري المتداعي للضياع والنسيان ....وكنت اجهد نفسي ان اعود الى لحظة ولادتها والى حجج فكري وكنت استنجد بعودة وعيي الذاتي للاعتراف بما خطه بناني في ماضي الزمان ...وحاولت ان استجدي الحروف لكي تذكرني بخبري وقلمي وساعات كتابتي لها ...ولم افلح ولم اتذكر فكان الاحتراق باحتراق ركن من اركاني...وفكرت ان اعدت سؤالي في قادم غد آني لم اصل كان ما جرى كان من الماضي السحيق الذي غادرني وحمل معه كل علامات الطريق ...ورجعت القهقرى ولم ابالي لان الحال الآن كان ومضي والغد مهما كان لن يعيده من النسيان وربما يعود ما تمزق في ثوب جديد ولا افيق ولا اسفيق به من اجل معاودة ذكريات ما مضى حرقه...وما مضى احترق وما احترق فارق الذاكرة البكر وتراه يعود مع كل ما ترهل واندثر... الخاتمة:للاسف الشديد كلما حامت حولي فكرة عودة علامات الطريق اللفظي ارى الحروف الابجدية قد سقط الكثير منها في اعماق النسيان