لقد نشأت في بلد وفي قوم يهرعون ويسارعون الى الدعاء الديني العريض المريح والى ذكر الله والاستغفار والتسبيح اذا عمت البلوى ونزلت المصيبة التي تنطق الأخرس وتسكت الفصيح ولكن يبدو أن راقصة من راقصات التونسيين ولكم تكاثرن في اخر هذا الزمان او اخر هذه السنين يقولون انها مختصة في تدوير الحزام.. وهو ما يسميه عامة التونسيين بالشطيح والرديح رات غير ذلك وقالت انها انقذت تونس من وباء كورونا في موجته الأولى بفضل هذا الرقص اوهذا الشطيح والرديح وانها وبطلب من جمهورها العريض الكبير ستواصل هذا الرقص علها تنقذ تونس مرة اخرى من هذا الوباء الفظيع الخطير... وهنا وعند هذا القول وقف تفكيري ومخي كما يقول الحائرون الصادقون والمازحون واعترف واشهد انها اول مرة في حياتي التي سمعت والتي رايت فيها كل امر وكل وجه مليح وكل قبيح اسمع راقصة مختصة في فنون الشطيح والرديح تقول وتجاهر الناس بمثل هذا القول وبمثل هذا التصريح... ولما كانت كل الامور الفنية والثقافية والسياسية اليوم قد اصبحت مختلطة مبهمة مشوشة غريبة عجيبة ملتوية فانه لا يسعني ان اعلق على كلامها الا ان اقول من يدري لعل كلامها عند قوم يكون من النوع الثابت الصحيح؟ ولكن يبقى سؤال واحد أريد ان اتقدم به الى التونسيين واخص منهم بالذكر قراء الصريح فاقول لهم اجيبوني بالتصريح وليس بالتلميح (هل ترون رحمكم الله وحفظكم من كل امر مكروه وكل قول ناب قبيح أن انقاذ تونس عند الشدائد والبلايا والرزايا والكروب والخطوب يكون بالدعاء وذكر الله والاستغفار والتسبيح ام يمكن ان يكون كما رات واقترحت راقصتنا بتدوير الحزام وبالشطيح والرديح؟ وختاما رحم لله بيرم التونسي الذي قال يوما وقد حلت به في بلادنا التونسية اكثر من نازلة واكثر من داهية واكثر من مصيبة (يا قعدتك في بر تونس كل يوم تسمع غريبة)...