يركضون خلف المقاعد التأسيسية!! وينادون بالانتخاب على القائمات الحزبية وأفضل الباقيات النسبية...ثم ينخرطون داخل الجوقة الحزبية التي تمهد لهم كرسيا وثيرا في المجلس القادم على لهبه!! ويهتمون بالانتقال الديمقراطي والسيرورة الانتخابية والتمويل!! والشعب ... هناك...في الضفة الأخرى من الألم يتجرّع حرقته، ويتعذب بلوعته...هواجسه كيف يعيش وكيف يقتات بعد أن تصاعدت الأسعار وتضاءل الدينار وكيف يحيي نفسه من التتار الجدد وكيف يحمي زوجته... وكيف يحمي ابنته، وكيف يحمي أخته ووالدته! وكيف يهنأ اليوم في ظل هذا الحريق الممتد من الذهيبة الى بنزرت!! بين آلام الشعب وآمال الأحزاب مسافة طويلة حوّلت الأحلام الشعبية البسيطة الى مطامع سياسية وبسيطة!!؟ بين آلام الشعب وآمال الاحزاب، مساحة مفضوحة من سياسة النجاسة على رأس الشعب المسكين!! بين آلام الشعب وامال الأحزاب قصة خيانة وطنية تبدأ بالشعارات وتنتهي بالانحرافات!!؟ بين آلام الشعب وآمال الأحزاب، رقعة شطرنج سياسية تنطلق من رؤوس البيادق وتصل الى رأس الملكة!!! أكثر الأحزاب مواليد 15 جانفي ومابعده هرعوا لتكوين فروع للانتصاب بالخاص داخل فوضى الانتصاب هدفهم الربح السياسي وتحقيق مغانم مادية على حساب هموم شعب عشق الحرية وهام بالوطنية وطالب بالإنسانية...لايهمهم هواجس المواطن الذي اصبح يمسي وهو يلتفت الى جنبيه، وينام بعين واحدة ويصحو على اخبار قطاع الطرق والرزق وأعمال الحرق والفسق... هذه الأحزاب تريد أن تمثلنا فإذا هي تمثل علينا... لاتحولوا ثورة الحرية الى غنيمة سياسية ولاتحولوا ثورة الكرامة الى ثروة بلا كرامة...