رام الله (رويترز) - قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في بيان يشير إلى أن القيادة الفلسطينية ستوقف مقاطعتها السياسية للبيت الأبيض والتي بدأتها قبل ثلاث سنوات. كان عباس قد أوقف كل التعاملات السياسية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد قراره في ديسمبر كانون الأول 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وقال عباس في البيان الصادر عن الرئاسة في مدينة رام اللهبالضفة الغربية "أهنئ الرئيس المنتخب جو بايدن بفوزه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية للفترة القادمة وأهنئ نائبته المنتخبة كاملا هاريس". وأضاف "وأتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب بايدن وإدارته من أجل تعزيز العلاقات الفلسطينية الأمريكية وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة والكرامة لشعبنا، وكذلك للعمل من أجل السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم". ولاقت مقاطعة عباس لإدارة ترامب تأييدا من الفلسطينيين الذين احتفلوا بهزيمة ترامب يوم الأحد في الشوارع. لكن رغم استمرار الاتصالات الأمنية مع واشنطن من وراء الكواليس، شعرت القيادة الفلسطينية بعزلة متزايدة لاسيما بعدما وقعت إسرائيل اتفاقات مع دول عربية لتطبيع العلاقات. وقال مسؤول فلسطيني لرويترز إن الدائرة المقربة من عباس اجتمعت في الأيام التي سبقت الانتخابات لبحث ما إذا كان ينبغي استئناف الاتصالات السياسية مع البيت الأبيض إذا فاز بايدن. وقال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عباس يوم الأحد إن المقاطعة كانت مرتبطة بالأساس بما وصفها "السياسة العدائية" لإدارة ترامب. وأضاف "عندما يعلن بايدن أن ذلك تغير وعندما يعلن ذلك في حملته الانتخابية، لا يوجد سبب للمقاطعة". * آمال بايدن قال بايدن إنه سيستأنف التمويل للضفة الغربية وقطاع غزة الذي أوقفه ترامب، بما يشمل المساعدة التي تقدم من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالات الأممالمتحدة. كما عارض في الماضي البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة، وعبر عن دعمه لحل الدولتين للصراع. لكن من المستبعد أن يلغي بايدن قراري الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، كما رحب بتقارب إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، برغم تنديد الفلسطينيين بتلك الخطوات. واللاجئون من بين أكثر الفلسطينيين تضررا من سياسات ترامب، بعد قراره في عام 2018 قطع كل التمويل الأمريكي لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والبالغ أكثر من 300 مليون دولار سنويا. وقال أنور أبو عميرة (38 عاما)، وهو لاجئ بمخيم الشاطئ في قطاع غزة "هذا مكسب لنا إن ترامب يخسر بالذات للشعب الفلسطيني، لأنه باع القضية الفلسطينية كلها". وأضاف أبو عميرة "من أول ما نزل على الحكم ولآخر لحظة في الحكم وهو قاعد بده يمسح الهوية الفلسطينية". وقال المحلل السياسي في قطاع غزة هاني حبيب إن فوز بايدن سيشجع عباس على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، وهي خطوة لطالما دعا إليها المجتمع الدولي. وأضاف أن هذا قد يعقد جهود عباس للمصالحة مع خصومه المحليين الرئيسيين، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن حبيب قال إن بايدن لن يتعامل مع القضية قريبا. وقال "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لدى بايدن قضايا أكثر أهمية وأشد إلحاحا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مثل إيران وحلف شمال الأطلسي والتحالف مع أوروبا".