تحدث أمس الصديق الأستاذ نوفل سلامة عن الذين يعتمدون على نصوص القرآن والسنة، ويستشهدون بها وهم يفسرونها على هواهم وكما يريدون ليثبتوا بها صحة اجتهاداتهم... ...حديث الصديق نوفل ذكرني بما كان من الرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة من الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور...فقد أجلس بورقيبة الشيخين ابن عاشور وعبد العزيز جعيط إلى جانبه فأعلى من شأنهما وقال: إذا كانت مصر تفتخر بالشيخ محمد عبدة فإننا نفتخر بهذين الشيخين الإمامين...ثم تحدث بورقيبة عن الصوم، ودعا إلى الإفطار في رمضان، وقدم من القرآن والسنّة ما يؤيد به موقفه ودعوته كما أراد...بعد الاجتماع توجهت إذاعة تونس إلى الشيخ ابن عاشور تطلب منه التعليق على دعوة بورقيبة فقال بإيجاز...هذا موضوع فيه نظر...ومن هنا شنت وسائل إعلام بورقيبة حملة تشويه على الشيخ ابن عاشور، واتهامه بفتوى التجنيس التي ثبت بطلانها...فأنت ترى يا صديقي نوفل، أن بورقيبة ومدرسته وتلاميذ مدرسته يريدون إسلاما على هواهم، ويفرضون على النصوص القرآنية فهمهم وما يريدون ولو من باب معيز ولو طاروا ومن خالفهم اتهموه بالرجعية، واليوم يتهمونه باخوانجية والداعشية.... وما أقوله اليوم قلته في السبعينات من القرن الماضي، ونشرته في جريدة الصباح تحت عنوان (يريدون إسلاما على هواهم...)