أمام الهجمة الشرسة للمحامل والوسائط الحديثة للتواصل الاجتماعي على الكتاب وعلى المطالعة عموما وأمام ما تشهده بلادنا من عزوف عن المطالعة ارتأت الإدارة العامة للمطالعة تنظيم الدورة الأولى للبطولة الوطنية للمطالعة من أجل أنّ يتمّ الحدّ من هذا العزوف وحتّى أيضا لا يضيع الكتاب في زحمة هذه الوسائل و الوسائط الحديثة، ويظلّ منبوذا خاصّة في الوسط المدرسي. في هذا الإطار نظمت، يوم أمس الجمعة بمقر المكتبة الجهوية للمطالعة، مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت و على رأسها المندوب الناشط شكري التليلي وذلك بالتعاون مع المكتبة الجهوية للمطالعة التي تديرها السيدة صبيحة بن جمعة ندوة صحفية لتسليط الضوء على هذه " البطولة " و كشف خفاياها والإجابة على كلّ تساؤلات الإعلاميين الذين واكبوا هذه النّدوة الصحفية. فضلا عن الحضور المتميّز لمتتبعي الحركة الثقافية بالجهة و لمديري المكتبات العمومية للمطالعة بمختلف المعتمديات الراجعة بالنّظر لولاية بنزرت. كلمة مؤثّرة لمندوب الثقافة وتفاصيل التظاهرة: ما شدّ انتباهنا، و منذ اللحظة الأولى لهذه النّدوة، ما جاء في الكلمة الافتتاحية للسيد شكري التليلي ، مندوب الثقافة ببنزرت، من عبارات الصدق في نبرته إلى حدّ التأثر من أجل الالتفاف حول الوطن العزيز تونس باعتباره الأم التي تحضننا و السقف الذي لا غيره يأوينها مؤكدّا على أنّ من يحبّ هذا الوطن عليه ترك " التنبير " و الكلام الذي لا يجدي و " ثني الركبة " و تقديم ما ينقذ بلادها – كلّ من موقعه - ممّا هي فيه ليخلص بعد ذلك إلى وضع هذه النّدوة في إطارها ليلاحظ و أنّ هذه النّدوة هي موجهة بالأساس لرجال الإعلام، الذين نعتبرهم شريكا فاعلا لإنجاح أي تظاهرة ثقافية، من أجل تسليط الضوء على هذا المولود الثقافي الجديد و هو " البطولة الوطنية للمطالعة " و هي عبارة – دائما حسب المندوب – عن بطولة وطنية ستمس كلّ جهات الجمهورية ودون استثناء لتتم تصفيات على المستوى الجهوي و تقديم كلّ جهة 60 مترشحا من المطالعين للكتب ليخوضوا على المستوى الوطني التصفيات الوطنية للفوز ببطولة الوطنية للمطالعة. وفي ذات السيّاق قدّمت مديرة المكتبة الجهوية للمطالعة ببنزرت، السيدة صبيحة بن جمعة، المزيد من التفاصيل حول هذه التظاهرة التّي انطلقت من شهر نوفمبر 2020 و لتتواصل إلى موفى ماي 2021 و ستكون النهائيات بملعب رادس باعتبار العدد الجملي المتوقع للمشاركين و الذين يتجاوز 1400 مشارك ، مضيفة أن المشاركة في هذه البطولة تهم كلّ الشرائح العمرية ، تلاميذ الابتدائي و الثانوي و الجامعي و أيضا الكهول بمختلف أعمارهم و على هذا الأساس تمّ إعداد دفاتر خصوصية حسب الألوان لكل شريحة عمرية ( نماذج منها موجودة بالصورة المصاحبة ) ستكون عبارة عن بطاقة تعريف للمترشح سواء على مستوى البيانات الشخصية له أو للعناوين التي تمّ مطالعتها و التلاخيص التي تمّ تضمينها بذات الدفاتر فضلا عن ملاحظات لجنة التحكيم أو التّأطير. كما أكدّت السيدة منية مقنين و أنّ الهدف من هذه التظاهرة أوّلا يتمثل في ارجاع الروح للكتاب كمصدر هام بل و رئيسي للمطالعة و الحصول على المعلومة الصحيحة و أيضا من أجل ترغيب الناشئة خاصة في المطالعة فضلا من أنّ هذه التظاهرة ستكون فرصة لإبراز المبدعين و اكتشاف المواهب في مجال المطالعة وتقديم عصارة ما طالعوه في أسطر قليلة. تساؤلات رجال الإعلام وردود المسؤولين غزيرة هي التساؤلات و الملاحظات التي أبداها الإعلاميون الذين واكبوا هذه النّدوة الصحفية حيث تساءل البعض من ناحية الشكل عن الهدف من تسمية هذه التظاهرة " بالبطولة " باعتبار و أنّ هذه التسمية تحيلنا على عالم كرة القدم، خاصّة و أنّ نهائيات هذه التظاهرة سيحتضنها ملعب رادس. من جانب آخر أثيرت بعض التخوفات من مسألة تخصيص الجوائز التّي قد تصبح هي الهدف النهائي لأيّ مشارك في هذه التظاهرة خاصّة من قيل التلاميذ و بالتالي نبتعد ربّما عن الهدف الأصلي التي نظمت من أجله هذه التظاهرة مع التأكيد على عدم اخضاع المجال الثقافي للصبغة التجارية على غرار ما يحصل في بعض القنوات التلفزية. كما تمّ اقتراح وجود مؤطرين لمتابعة و تأطير المترشحين لما في ذلك من فائدة خاصة على مستوى التوجيه و التنظيم و ربح الوقت. كما تمّ اقتراح امكانية تطوير هذه التظاهرة لتأخذ شكل أكاديمية الذكاء التونسي، فضلا عن تساؤلات و تفصيلات حول مشاركات كلّ معتمدية تابعة لولاية بنزرت من حيث العدد كما تمّ التطرق إلى امكانية وضع مقاييس موضوعية و مسبقة للفصل بين المترشحين بعيدا عن الأهواء و المحسوبية و النّظر في امكانية اشراك مندوبية التعليم في هذه التظاهرة عبر تنظيم زيارات للمدارس الابتدائية و للمعاهد من أجل تحسيس التلاميذ و مزيد شرح و تقديم هذه التظاهرة. ليتمّ في الأخير اشراك بعض الاعلاميين في اللجان التي ستتولى الاشراف على قبول الترشحات. وهم السادة الأمين الشابي عن "الصريح أون لاين" و منصور الغرسلي عن " الصباح " و محمد الهادي البكوري عن إذاعة " أكسيجين». هذا وقد أتت الردّود من قبل المسؤولين عن هذه التظاهرة مستحسنة كل هذا الزخم من المداخلات و التساؤلات و عبّرت عن موقفها بأخذ كل ما ورد منها بعين الاعتبار من أجل التجويد و التحسين لا على مستوى الشكل فحسب بل و أيضا على مستوى مضامين هذه التظاهرة لنختم هذه المواكبة بكلمة شكر نسوقها إلى كلّ منظمي هذه النّدوة الصحفية بالنّظر لحفاوة الاستقبال و كلّ ما تمّ تقديمه خلال النّدوة من حلويات و غيرها و كأنّها فعلا في حفل بأتم معنى الكلمة فشكرا للجميع.