أقول في البدء و الاستهلال ان رد صديقي نوفل سلامة على محاولة التفسير الذي ارتأيته في سبب صمت اتحاد الشغل وسكوته المحير في الرد على عبير قد فتح شهيتي من جديد الى الكتابة والتعبير في عالم الحروف والجمل والسطور والأقلام بعد ان قلت المواضيع التي تدفعني اليها هذه الأيام ولقد ذكرني كل هذا بنقاشاتنا المتنوعة التاريخية التي خضناها معا منذ سنوات ومنذ اعوام في هذا الصالون بالذات كما يعلم ذلك الخاصة والعوام ...اما في موضوع الحال فان صديقي نوفل يقول ان محاولة تفسيري لذلك الصمت وذلك السكوت عنده لا تستقيم وقد اورد في ذلك حجتين لا اراهما انا ايضا من النوع المقنع السليم اولهما ان عبير تمسك على اتحاد الشغالين ملفات تسيء اليه لدى الرأي العام وتشوه صورته وتؤذيه وبالتالي تجعله يخشى الرد عليها بما تكره وما لا تحب وما يسبب لها مزيدا من النقمة ومن الغضب... اما ابو ذاكر فيرى ويقول اولا ويسأل صاحب ذلك الرد والانكار وهل ان عبير وحدها من بين كل معارضي وخصوم الاتحاد المتحد تمسك على اتحاد الشغالين هذه الملفات المريبة؟ اننا لا نظن ان صديقنا نوفل سلامة وغيره من التونسيين يجهلون ان العديد من الأحزاب السياسية الفاعلة اليوم في السياسة التونسية و المتصارعة علنا وسرا مع اتحاد الشغالين هم بدورهم يعلمون الكثير من أسرار هذا الاتحاد الموثقة بالوثاق والمقيدة بالقيد والمسمرة بالمسمار ولو أراد صديقي نوفل لاشبع نفسه منها فهي من الباحثين عن الأخبار وعن الاسرارقريبة غير بعيدة ولكن الاتحاد لم يسكت ولم يتردد ابدا في الرد عليهم عن الصاع صاعين كما يقول عامة التونسيين ولكن سكوته عندي على عبير لم يكن لشيء في ما أرى إلا لعدم استعداده لخوض معركة (دونكيشوتية) مع من لا يمسك بخيوط السلطة في هذه البلاد وهو أمر ثابت عنه تاريخيا لمن شاء ان يتعمق في البحث والتنقيب أو ابتغى ذلك او اراد... أما قوله ورده الثاني علي ان عبير محسوبة سابقا على الوطد فهو امر قديم من امرها قد ولى وقد مضى وانقضى و لم نعد نسمعه اليوم متداولا على لسان وعلى فم احد ثم وان كانت حقا عبير في تاريخها وفي حقيقتها (وطدية) فلماذا نراها قد انقلبت على أمثالها من الوطديين من اتحاد الشغالين الذين نراهم اليوم نافذين وفاعلين ؟ اليس من الحكمة ان تستنصر بهم اليوم على اعدائها الأخرين خاصة وهم يمثلون قوة سياسية في هذه البلاد فيها من فيها ووراءها من وراءها مما يجعل الكل يخشاها ويخافها ويهابها؟ وهل يرى صديقي نوفل انه من الفطنة و من الدهاء ان يناوئ وان يتهجم الأذكياء والدهاة على الأقوياء؟ ومهما يكن من أمر ومهما يكن من حال أو لم تكن محاولة تفسير أبي ذاكر لدى العقلاء محاولة جدية من محاولات تفسير وتبرير إعراض اتحاد الشغالين عن الرد على عبير؟ أو لم يكن في اعتبارها كذلك في اسوا الأحوال شيء من المنطق ومن الهدوء ومن الرصانة؟ او ليس في رفضها بالكلية والحكم عليها بمجانبة الصواب على الاطلاق شيء من الغلظة والغطرسة والإقصاء وغيرها من الصفات التي لا تتناسب مع حسن التعامل والتي تتنافى مع رفعة وحسن أخلاق أهل الأقلام والقراطيس والأوراق؟