بعد الانتهاء من اعداد الروزنامة الخاصة بعمليات التقييم لمشاركي ولاية بنزرت في البطولة الوطنية للمطالعة وذلك لمختلف الشرائح العمرية و التي تنطلق من سنّ ال 9 إلى سنّ ما فوق 30 سنة وذلك في إطار 4 مجموعات تتميّز بلون الدفتر الخاص بكلّ مجموعة ( و هي الدفتر الأخضر للشريحة العمرية من 9 سنين إلى 12 سنة و اللون البرتقالي من 13 إلى 15 سنة و الأزرق من 16 إلى 30 سنة و اللون الأسود إلى ما فوق 30 سنة )، وقد انطلقت لقاءات التقييم التي تشرف عليها لجان في الغرض بمترشحي نزلاء سجن الناظورببنزرت باعتبار وجود حوالي 17 مشاركا من بين النزلاء الراغبين في المشاركة، وبالتّالي تنقلت اللجنة المختصة على عين المكان ( سجن الناظورببنزرت ) – و ذلك بترتيب مع إدارة السجن المذكور و التي لم تجد منها اللجنة إلاّ الترحيب و تسهيل مهمتها – و بعد اللقاء مع المترشحين من النزلاء عبّر أفراد اللجنة عن انبهارهم للمستوى المرموق لهؤلاء - الذين تراوحت مستوياتهم من الجامعي مرورا بالثانوي و وصولا إلى الابتدائي - باعتبار أهميّة و قيمة الكتب التي طالعوها من حيث أوّلا مؤلفي هذه الكتب على غرار مصطفى الكيلاني و بحري العرفاوي والبشير خريف ومسعود الظاهر و محمد العكريمي و فيحاء استبتيه و عمر بن الشيخ و أحمد أمين وحنّا مينة دافيد أرنولد و غيرهم من المؤلفين و أيضا من حيث المواضيع التي تناولتها هذه الكتب و التي تراوحت بين العلمي و التاريخي و الشعري و الأدبي و النّضالي و الاجتماعي و الاقتصادي. فضلا عن المستوى المرموق للنزلاء عند تقديمهم لهذه الكتب و الأهم الحضور الذهني للنزلاء عند تحاورهم مع لجنة التقييم رغم أنّ سنّ النزلاء كان متقدما إلى حدّ ما حيث كان أصغرهم في سنّ ال 34 سنة و أكبرهم تجاوز ال 60 سنة و لكن حرصهم على المطالعة كان كبيرا و تعطشهم للقراءة كان أكبر وهذا يؤشر على أنّ هذه المؤسسة السجنية ستكون من بين الأوائل في الوصول إلى المراتب الأولى و قد يتمكن أحد النزلاء رغم تقدم سنّه نسبيا من " افتكاك " الجائز الأولى لهذه البطولة الوطنية للمطالعة و أقول مثل هذا الكلام على أساس الموضوعية و ليس تعاطفا معهم لأنّهم نزلاء بالسجن بل لما لمسته فيهم من المستوى العلمي الجامعي لبعضهم و أيضا لما لمسته من مستوى الإدراك و الفهم لمحتويات بعض المؤلفات لدى بعض النزلاء – باعتباري أحد أعضاء لجنة التقييم هذه - رغم مستوى بعضهم الذي لم يتجاوز الصف الابتدائي أو المرحلة أولى من التعليم الثانوي ( اعدادي ) و الأهم اقتناع النزلاء بأهميّة المطالعة و دورها في تغيير الواقع نحو الأفضل من زاوية إدراك ما يدور في عالمنا و امكانية المساهمة فيه ايجابيا. هذا و تجدر الإشارة أوّلا و أنّ مقاييس التقييم تعتمد على 4 عناصر هي " الفهم " و " التذوق " و " التقويم " و " الدفاعية " و كلّ عنصر من هذه العناصر الأربعة تحتوي على تفصيلات في التقييم و ثانيا أنّ المطلوب من كلّ شريحة عمرية مطالبة بقراءة عددا معيّنا من الكتب تصل إلى 30 كتابا للصغار و إلى 12 كتابا لأكبر شريحة عمرية ( التي تتجاوز ال 30 سنة من العمر.) مع العلم و أنّ التتويج لهذه البطولة ستكون في أواخر شهر ماي القادم بالملعب الأولمبي برادس. و تتضمن جوائز مالية تصل إلى 3 آلاف دينار...