انتقل الدكتور أحمد زكي يماني الى جوار ربه في العاصمة البريطانية لندن عن سن تناهز 90 سنة (ولد في مكةالمكرمة سنة 1930) ودرس في القاهرة ونيورك وهارفارد وتولى خططا رفيعة في الدولة السعودية (وزيرا للبترول من 1962 الى 1986) بالاضافة الى الامانة العامة لمنظمة الأوبك وفي عهده وقع استعمال سلاح البترول لنصرة القضية العربية (في فلسطين). *الجانب الآخر من حياة الفقيد هو اشتغاله بحفظ وتوثيق تاريخ مكةالمكرمة وكل ما يتعلق به من آثار تعرضت للازالة والمحو بدعوى محاربة الشرك وترسيخ عقيدة التوحيد في خلط ما أنزل الله به من سلطان بين تاريخ الامة المجيد الذي ينبغي الحفاظ عليه والاعتزاز به والوقوف عنده للاعتبار والتدبر ولم لا للتبرك به وبين محاربة الشرك. وماذا في ذلك من مظاهر الشرك المزعومة وقد تبرك الصحابة رضي الله عنهم وهم من هم بكل ما يمت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلة. *اسس الفقيد في لندن مركز الفرقان للتراث الإسلامي التابعة لمؤسسة يماني الخيرية لتتولى توثيق تاريخ مكة بكل الوسائل العصرية المتاحة وهو انجاز حبذا لو يعمم الاطلاع عليه فقد زحف العمران المادي على كل ما يحيط ببيت الله الحرام حتى انك وانت بجوار الكعبة كانك في نيويورك لا شيء يذكرك بماضي الرسالة وبصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام وآل صاحب الرسالة وأصحابه عليهم من الله الرحمة والرضوان. *لقد وثق احمد زكي يماني رحمه الله تاريخ مكة والحجاز وجمع كل ما أتيح له من الآثار الباقية فخدم الأمة في هذا المجال أحسن خدمة واضاف الى ذلك إحياءه لعلم مقاصد الشريعة من خلال ندوات شارك فيها المختصون من العلماء والمفكرين على امتداد الساحة الاسلامية وقد نشرت بعض اعمال مركز الفرقان فاستفاد منها الباحثون في هذا العلم المحقق لكمال الدين وجماله والمعرف بحكمه وأسراره والنأي به عن الانغلاق والتعصب والتطرف. *انها خدمة جليلة اسداها الفقيد احمد زكي يماني رحمه الله ابن مكة البار والمفكر الاسلامي المستنير الذي تفرغ بعد تركه المسؤولية لافادة الامة ودينها فيما اعتقد وهو محق في ذلك انه قادر عليه فجزاه الله عن الامة ودينها خير الجزاء واسكنه فراديس جنانه. *الفقيد سيوارى الثرى في مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة حيث أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وحيث خيرة سلف الامة الصالح فهنيئا له بالجوار والمدفن (مكةالمكرمة حرم الله الآمن) وإنا لله وإنا إليه راجعون.