مرة أخرى وفي غياب السلطة المحلية بمختلف مناصبهم يكتشف أهل الخير و المجتمع المدني صورة مأساوية لعائلة تتركب من 5 أفراد ضربها الفقر و المرض في مقتل ولم نجد وصف يليق بالحالة المسجلة في معتمدية بني خلاد التي اتخذت من " خربة " مسكنا لها شبيها باسطبل للحيوانات الذين يجدون العناية الكبيرة في حين لم تجد هذه العائلة سوى الإهمال و اللامبالاة من الجميع وعلى رأسهم السلطة المحلية من معتمدية و بلدية في وقت تتخاصم فيه الاحزاب والمسؤولين بكبارهم وصغارهم على المناصب والكراسي و ضخت أموالا طائلة من اجل وقفاتهم الاحتجاجية ومسيراتهم الفولكلورية في حين تموت عائلات من الجوع والخصاصة والمرض على مرمى العين من مكاتبهم الفارهة، وصورة اليوم تقشعر الأبدان وتدمي القلوب من خلال ما تعانيه عائلة تتركب من أب طريح الفراش غير قادر على الحركة إلا بمساعدة سكن المرض جسده العليل وأم تتصارع في الشارع مع اكوام الزبالة ومخلفات المارة " تلفلف" ما يعترضها من القوارير البلاستيكية لتوفير لقمة عيش عائلتها وابن مصاب بقصور كلوي مزمن مل من زيارة المستشفى لتصفية دمه ولولا وقوف أهل الخير لمساعدته على التنقل لكان مصيره مجهولا... زد على ذلك بنت في مقتبل العمر وجدت نفسها بساق واحدة تبحث عن أهل الخير لحاجتها الملحة لساق اصطناعية تساعدها على ولوج مدرستها وحياتها بعيون حالمة أسوة بزميلاتها و اقرانها، و بنت اخرى في حالة ضياع بينهم لا تعرف ماذا يحدث حولها ، كلهم يعيشون على الهامش تغيب عنهم أبسط ضروريات العيش في القرن الواحد والعشرين بلا تلفزة ولا ثلاجة ولا خزانة و لا ماء و لا طاولة ولا كراسي دستورهم الوحيد كلمات يرددونها الحمد لله والشدة في الله.. واللي يعمل ربي مليح... في حين يقول الدستور التونسي المكتوب من قبل أصحاب السيارات الفاخرة والمنازل المرفهة و العيش الرغيد " للمواطن الحق في العيش الكريم والسكن اللائق والعمل " وهي شعارات قامت من أجلها انتفاضة الكرامة قلبت الاوضاع ظهر على عقب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لكن إلى الاسوأ. نداء الى السيد والي نابل ومن خلاله إلى رئيس الحكومة وإلى رؤساء الاموال في ولاية نابل و أهل الخير ندعوهم إلى التدخل العاجل والفوري لانقاذ هاته العائلة و تمكينهم من مسكن لائق يليق بالكرامة البشرية ويحميهم من غوائل الدهر و علاج المرضى منهم لرسم البسمة و الهناء والطمأنينة في قلوبهم .