منذ السطر الأول أعلن استهجاني ورفضي واستنكاري لما حدث أمس في سوسة لقد ذهب بعض الأنفار الى الحي الذي يسكن فيه المنصف المرزوقي لمحاولة طرده من بيته ولكن الشرطة كانت بالمرصاد ومنعت المحاولة وهذه محاولة سخيفة وقد قام بها بضعة أفراد فقط ولذلك فهي "حكاية فارغة" ...ويجب أن تبقى كذلك..بل من واجبنا جميعا أن نتصدى لها ..وندينها ونسخر منها.. فليس في بلادنا من يقوم بهذا النوع من الاحتجاج اللاأخلاقي واللاحضاري واللاقانوني كذلك ..وأقل ما يقال في هذا النوع من الاحتجاج هو من صنف البلطجة و"التبوريب" واستخدام العضلات المفتولة. فما معنى أن نذهب الى أي مواطن ونجبره على مغادرة بيته ونرهبه ونعتدي عليها ؟ ما معنى هذا؟ هل نريد أن نحول بلادنا الى غابة ..وإلى "قاتل مقتول" و"ذابح ومذبوح" و"حوت ياكل حوت"؟ اليوم المرزوقي وغدا أنت وبعد غد أنا ..إلى أن نجد أنفسنا جميعا وقد تحولنا الى لاجئين في بلادنا ومطرودين من وطننا.. وإذا وصلنا الى هذه الوضعية المرعبة واللاإنسانية فيجب أن نقول على تونس السلام..و"ودع هواك".. لا أحب أن نصل الى وضعية "ودع هواك" والى التزاحم على خيام اللاجئين والى تقاسم الرعب والخوف وعدم الأمان.. من حقنا جميعا أن نختلف سياسيا وفكريا مع المرزوقي ومع غيره من السياسيين والمثقفين وأصحاب الرأي ولكن من الإجرام المرفوض الذي لا يشرفنا كتوانسة ولا يشرف بلادنا أن نعتدي عليه بأي طريقة كانت ولو بالبذاءة والوقاحة وقلة الحياء نختلف معه بالنقاش.. بالجدل.. بالحوار.. بالتعبير حتى الساخن أما أن "نخرجوه من دارو" فانه في هذه الحالة "سيقل كل واحد منا مقدارو" إن هذا التصرف الذي قام به البعض ولا يمثل إلا أصحابه ينمّ عن حالة حقد عامة آخذة في التوسع والانتشار.. وهي حالة لها أسباب كثيرة وساهم في نشرها العديد من الأطراف ..والمرزوقي نفسه هو أحد هذه الأطراف ..لقد شارك في تغذية نار الأحقاد من خلال مواقف كثيرة وخصوصا عندما نشر ذلك الكتاب الأسود الذي ظلم فيه الناس ظلما فادحا وواضحا ومستفزا... سي المنصف: لا تزرع أشواك الحقد ..وساعد على إعادة تونس للتونسيين ..وترميم الوحدة الوطنية وإلغاء المسافات بين التوانسة.