هذا مثل تونسي حفظناه في السنوات الماضية الخوالي يقال في الرد على من يبحثون عن شيء ويريدون الوصول اليه في غير وقته وفي غير اوانه.. اذ العنب كما هو معروف ومعلوم منذ عهد الجدود من غلال اواخر فصل الصيف وليس من غلال ليالي البيض ولا ليالي السود ولقد ذكرت هذا المثل للرد على من يشتكون اليوم ويتذمرون من غلاء مادتي الطماطم والفلفل ويتذمرون منهما في كل سوق وفي كل ناد وفي كل محفل فهل نسي هؤلاء المتذمرون ان هذين المادتين من خصائص فصل الصيف حيث يصبحان من ابخس المواد الغذائية ويمكن ان يشتري منهما المواطن ما يريد بالشكارة والبرميل و(بالبتية)؟ وهل نسي هؤلاء الحائرون والمشتكون ان جدودنا وجداتنا كانوا يعولون من مادة الطماطم الصيفية لفصل الشتاء وأيامه الباردة العصية ويسمونها (الشريحة) اذ كانوا يشرحونها ويعرضونها لاشعة الشمس.. اما رجال ونساء اليوم فقد نسوا هذه العادة الأصيلة الزمنية واصبحوا يبحثون في فصل الشتاء والربيع عن الطماطم الصيفية فينفقون المال فيما لايفيد ماديا ولا صحيا وكل شيء في غير وقته كما هو معلوم بالضبط والتحديد لا ينفع ولا يجدي ولا يفيد وهل ينكر هذا الكلام الا كل جاهل او متهور او عنيد؟ ورحم الله اباءنا واجدادنا الذين يعرفون عن كل خضرة وغلة اصلها وفصلها ونفعها اذ كانوا يقولون لكل شيء فاسد غير نافع (هذا شيء مضر كالغلة في غير وقتها)..