تونس -الاسبوعي: يتزايد الاهتمام حاليا على جميع المستويات بنسق التزويد سواء تعلق الامر بقطاع الخضروات او الغلال نظرا لارتفاع اسعار بعض المنتوجات الفلاحية وغياب البعض الاخر أو النقص الذي أصبح واضحا في عرض عدد من الانواع المعروفة خاصة وان اسعار بعض المنتوجات الفلاحية تشهد قفزة نوعية هامة في وقت جد حساس والمستهلك غير متعود على ذلك منذ مدة مثل الطماطم التي قفز سعرها الى حدود 1200 م للكيلوغرام والمشمش والخوخ حيث جاوز سعر الكيلوغرام الدينارين. اعتراف..لكن؟ وقد اكدت مصادر فلاحية وجود بعض التراجع في عرض عدد من المواد لكن ذلك لم يؤثر على سير التزويد المنتظم للسوق باعتبار أن الكميات التي تعرض حاليا تلبي الحاجيات وزيادة والدليل بقاء كميات هامة دون بيع وبالتالي فإنه يمكن الحديث اجمالا عن وفرة في عرض بعض المنتوجات الفلاحية حسب ذات المصادر التي فاتها أن الارتفاع في الاسعار شكل عزوفا عن الشراء لدى المستهلك يفسره بقاء كميات دون بيع. ذات المصادر تحدثت عن تطور في التزويد خلال الاشهر الاولى لهذه السنة وصل الى حدود 7% مشيرة الى أن هذا الارتفاع شمل التزويد بمادة البطاطا 45% والطماطم 37% والفلفل + 107% وذلك خلال الاربعة اشهرالاولى لسنة 2007 في حين شهد مؤشر الاسعار ارتفاعا ملحوظا في عدد من المنتوجات الفلاحية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية . تفسيرات وقد فسر اهل المهنة الارتفاع المسجل مؤخرا في عدد من انواع الخضروات والغلال بالارتفاع المسجل في مستلزمات الانتاج وذلك بصفة مهولة حيث تطور سعر بذور الطماطم مثلا الى حدود 60% وسعر بذور البصل الى 78% والبطاطا الى 78% والفلفل الى 64% وسجلت اسعار المشاتل كذلك زيادة ب 71% بالنسبة الى الاجاص و17% بالنسبة للمشمش بالاضافة الى الارتفاع الملحوظ في اسعار الاسمدة الكيميائية والعضوية مع المصاريف الاخرى كتكلفة مياه الري وبالتالي فإن المصادر الفلاحية تؤكد على أن اسعار بعض المواد الفلاحية ومراجعتها له ما يبرره ولو أن ذلك يبقى دون المأمول مع التأكيد على أن العرض والطلب يبقى هو الفيصل الذي يحدد هذه المعاملة وبالتالي من هنا ندرك مدى انشغال الفلاحين بموضوع الاسعار وكلفة الانتاج كما يفكر المستهلك. دواعي ارتفاع الاسعار ومن ناحية اخرى وحول ارتفاع اسعار بعض انواع الغلال والنقص المسجل فيها اشارت مصادر مختصة الى تأثير التقلبات المناخية على انتاج بعض انواع الغلال والمتمثلة اساسا في عتدال درجات الحرارة خلال فصل الشتاء مما نتج عنه نقص في حاجة الاشجار المثمرة من البرودة تسبب في تأخير فترة التحريش وطول فترة الازهرار خاصة بالنسبة للاصناف التي تتطلب كميات هامة من البرد (الاجاص والتفاح الخرفي وبعض اصناف الخوخ البدرية) ونتج عن هذه الوضعية : - نقص في الانتاج في حدود 10% مقارنة مع موسم 2006 الذي يعتبر قياسيا وفي نفس مستوى سنة 2005 - تأخير في النضج للاصناف البدرية بحوالي 15 يوما مقارنة مع الموسم الماضي تسبب في تراجع تزويد السوق الداخلية خلال شهر ماي مثل ما كان متوقعا بحوالي 8%. هل يتحسن الحال؟ وأشارت نفس المصادر أنه انطلاقا من الاسبوع الاول من شهر جوان بدأت تدخل السوق كميات هامة من المشمش وصلت الى حدود 475 طنا يوميا مقابل 430 طنا السنة الماضية في نفس الفترة وسيرتفع نسق التزويد تدريجيا بالسوق الداخلية ابتداء من هذا الاسبوع بدخول التفاح والاجاص الصيفي والعوينة والعنب البدري ليستقر التزويد منتظما بصفة عامة الى غاية حلول شهر رمضان المعظم الذي يتزامن كذلك مع ذروة انتاج العنب والبطيخ والتفاح والاجاص الخرفي وكذلك بداية انتاج الرمان وبالتالي قد تعود الاسعار الى رشدها كذلك باعتبار قاعدة العرض والطلب مع العلم أن هذه الوضعية المناخية شملت ايضا جل البلدان الاوروبية التي تراجع انتاجها وارتفعت اسعار بيع جلّ منتوجاتها.