لماذا يعاملون هذا الشعب الكريم بكل هذا الاستهزاء وبكل هذه «الخفّة».. وهل كتب عليه أن يظل مثل الاطرش في الزفّة.. ولماذا يقدمون له الحقائق بطريقة «شطر لفّة» وكأنه غير معني بها.. وكأنهم المالكون الاصليون للبلد.. وكأن هذا الشعب المسكين.. مجرّد «كرّاي» عندهم.. وكأنهم عاملين عليه مزية.. بتركه يعيش بينهم الى أن يتوفّي. هذه تساؤلات.. فرضت عليّ نفسها.. وأنا أتابع آخر ما أدلى به السيد شفيق صرصار من تصريحات.. والتي أعلن من خلالها عن بعض الاستقالات.. سي شفيق والذي نعرف أنه من خير الاطارات.. قد أدلى بتلك التصريحات وهو في قمة التأثر.. والاحباط.. لكن ما قاله بواسطتها.. قد بدا لنا بعيدا عن الواقع وعن الحقيقة.. حتى أننا قد تعجّبنا.. وقد تساءلنا.. بعد أن تبين لنا أن حديثه عن بعض الخلافات.. لا يمكنه في كل الحالات.. أن يخلف لديه كل ذلك اليأس.. وكل ذلك التأثر وكل ذلك الاحباط.. أكثر من هذا.. فلقد بان لنا واضحا.. ومن خلال ما سمعناه منه.. أن الرجل.. قد يكون تعمّد.. تجميل الحقيقة.. وإخفاء الكثير من المعطيات.. ما أسهم في فتح الابواب أمام العديد من التأويلات.. ومن التخمينات ومما أعطى الفرصة.. لهواة «الكلامات والسلامات» كي يبدعوا كعادتهم.. وكي يجعلوا من الحبّة قبّة.. وكي ينسجوا لمزيد من الحكايات.. يا سي شفيق صرصار.. نقول لك بداية.. أننا لم نصدق.. ولن نصدق.. ما طلعت به علينا من خلال تلك التصريحات.. لأننا نعرف.. وأنت تعرف معنا وسيادتك سيد العارفين أن الخلافات.. وأن الاختلاف في رسم التوجهات.. ليست جديدة عليكم ولا علينا.. وأنها قائمة ومتواجدة داخل كل الهيئات.. وداخل كل المنظمات وداخل كل الجمعيات.. وحتى داخل الهياكل والمؤسسات والوزارات.. وعليه فإن تواجدها.. لا يمكنه في كل الحالات.. أن يجبركم على الاستقالة وعلى الاصابة بكل ذلك الاحباط.. ونقول لك ثانية يا سي شفيق.. لكم تمنينا.. لو أنكم قد صارحتم الشعب الكريم.. بكل ما حصل من تطوّرات.. ولو أنكم قد أبلغتموه الاسباب الحقيقية.. والتي دفعت بك.. وببعض من معك لتقديم الاستقالات في هذه الفترة بالذات.. أقول لك هذا يا سي صرصار.. لأن الشعب قد ملّ من كثرة المراوغات.. خاصة.. وأنكم قد «زدتم على ما بيه» ولم تحترموه.. ليس لأنكم قد فضلتم الاستقالة.. لأن هذا شأنكم بل لأنكم قد تعمدتم استبلاهه.. والضحك على ذقون أفراده.. ولم تكشفوا له الخنّار.. ولم تقدّموا له حقيقة آش صار.