كلما تحركت البلاد إيجابيا على جبهة من الجبهات الحيوية الساخنة إلا وتعثرت على أخرى لا تقل عنها إلتهابا وهو ما يؤكد هشاشة الأوضاع و0رتباك المشهد، الشيء الذي أغرق المواطنين في متاهات الإحباط وكثف أمامهم مساحات العتمة. قلة هم رجال السياسة الذين يجدون الجرأة الكافية لمصارحة الناس ودعوتهم إلى القيام بمزيد من التضحيات في إطار القطع مع واقع مؤلم والإنتقال إلى آخر أفضل ، ولا تكفي مثل هذه الجرأة إذا لم يصاحبها حرص شديد على الإصلاح وتوفير الحلول العاجلة والآجلة فبعد هذه المدة الطويلة من الصبر والمعاناة والصمود والترقب والإنتظار حان الوقت ليستعيد التونسيون الأمل في تحسن ملحوظ لأوضاعهم على جميع المستويات وبالتالي تأكيد قدرتهم على بناء دولة الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان دولة تكون مثالا في المنطقة والعالم مستمدين من إرثهم الإصلاحي والتحديثي وإنجازاتهم ما به يحققون الإستقرار ويجذرون قيمة العمل ويبلغون الأهداف التي ينشدونها.