أعلن وزير الصحة السابق سعيد العايدي عن بعث حزب جديد ليصل عدد الأحزاب في البلاد إلى أكثر من مائتين وعشرة ، دون إحتساب أحزاب اخرى تطبخ على نيران هادئة مما يجعل من تونس "ديمقراطية الدكاكين الحزبية" بدون منازع طبقا لعدد الأحزاب بالمقارنة بعدد السكان، ولكن ليست هذه هي "العاهة" الوحيدة في ديمقراطيتنا الناشئة والهشة التي تنخرها فلكلورية بعض المهرجين الذين يقدمهم اعلام الإثارة كسياسيين ويتقبلهم الشعب للتندر والإستهزاء والسخط أحيانا. يتوجب التذكير بأن الديمقراطية ليست أحزابا وصناديق إقتراع فقط ، بل هي أكبر وأشمل وأعمق من ذلك بكثير ، وهو ما لم يدركه أغلب المنتمين للساحة السياسية في البلاد ، فهرعوا لبعث الأحزاب التي تناسلت بسرعة وفوضوية كما الأعشاب الطفيلية دون فائدة مهما كان نوعها. هي "دكاكين" سياسية مغلقة في أغلب الأحيان باستثناء أربعة أو خمسة أحزاب تمتلك الحد الأدنى من المواصفات المطلوبة وهذه الظاهرة تتنافى مع روح الديمقراطية ونبل مقاصدها وأهدافها.